منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Empty
مُساهمةموضوع: بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية   بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالجمعة سبتمبر 07, 2012 11:47 am


بقية
مقدمات في الأخلاق الإسلامية


أسباب الانحراف عن الأخلاق
الإسلامية


حث الإسلام على الخلق
الحسن


موقف أعداء المسلمين من الأخلاق
الإسلامية


الرد على من يقول بنسبية
الأخلاق


أحاديث لا أصل لها أو موضوعة في
الأخلاق


 


أسباب
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية


(ليس
للمسلم أفضل من التحلي بالأخلاق الإسلامية الفاضلة، بعيداً عن الأفكار الخاطئة التي
يروجها بعض من يدعي العلم الديني، أو يقررها بعض من يريدون الشهرة، بهدف بلبلة
أفكار النشء والشباب وبعده عن تعاليم الإسلام.
في هذا الزمان انحرف كثير من
الناس عن الأخلاق الفاضلة التي دعى إليها الإسلام، فظهر الانحلال في جميع أمور
الحياة (اجتماعية، واقتصادية، وسياسية، وأخلاقية) فنرى سرقة واختلاساً، وإهداراً
للمال العام، وذبحاً للأخلاق، وقتلاً للفضيلة، وإعلانات عن متع محرمة، وتقليداً
أعمى لأهل الشرك والضلال، وسهرات شيطانية، وتطرفاً عن الدين، وتفككاً في الأسر،
وضياعاً لحقوق الزوجية ... الخ. ...
فما هي الأسباب التي أدت إلى انحراف كثير من
الناس عن أخلاق الإسلام الفاضلة المستمدة من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى
الله عليه وسلم؟
وهذه الأسباب تتجلى فيما يلي:
السبب الأول: البعد عن الله
تعالى:
وهذا أهم الأسباب، حيث بعد كثير من الناس عن الله، وعن تعاليمه واتباع
أوامره، والابتعاد عن نواهيه، واقترب من الشيطان فانحرفت أخلاقه وصار إنساناً
شيطانياً.
وما أحرى العبد من أن يتمثل كلمات الله ويقتدي بآياته، فالله مالك كل
شيء ومليكه، وإن كل ما سوى الله مخلوق له، وأنه سبحانه أوجب على نفسه الرحمة:
كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ [الأنعام: 54]، فكيف لا يرحم من خلقه
فسواه فعدله (1).
السبب الثاني: اتباع الهوى:
أعظم مشكلة تواجه الإنسان في
حياته اتباع الهوى، وإذا غلب الهوى على النفس أظلم القلب، وجنح العقل، فلا يسمع
الإنسان كلمة الحق، ولا يرى إلا الأباطيل والأشباح المفزعة التي تجعله في حياته
تعساً شقياً.
إن الهوى عدو العلم والحق، إذ يقود صاحبه لارتكاب الفواحش ما ظهر
منها وما بطن، وصاحب الهوى ظالم لنفسه فقد حرمها نعمة الإيمان، وحجبها عن نور
المعرفة، فعاش حياة الخوف والفزع، وشحن بالحقد والحسد، وأغواه الشيطان فضل عن سواء
السبيل (2)، يقول تعالى: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى
مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [القصص: 50]،
ويقول سبحانه: بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن
يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ [الروم: 29].
إن
أصحاب الهوى يعيشون جل حياتهم في قلق مزمن وخوف دائم، وإن تظاهروا بالسعادة، فإن
الحقيقة أن بواطنهم يخيم عليها التعاسة والشقاء الدائم (3).
ويختلف عباد الهوى
في ضلالهم، فمنهم من يزعم العلم وما يتبع إلا الظن، ومنهم من يتوهم الهدى وما يعبد
إلا الشيطان، ومنهم من يخيل إليه الباطل حقاً والحق باطلاً، ولا يكفي أصحاب الهوى
عن التعريض بالمؤمنين، فأمانيهم أن يضلوهم عن طريق الحق، فإن لم يستطيعوا كادوا
لهم، وسلطوا عليهم المفسدين لظلمهم والنيل منهم (4).
وقد أمرنا الله تعالى بعدم
الالتفات إلى أهل الهوى، وعدم اتباعهم، أو طاعتهم فيما يقولونه ويفعلونه، يقول
تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا [الكهف: 28]، ويقول سبحانه: وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ [محمد: 14].
إن الزمان لا يخلو من أهل الهوى كما
أنه لا يخلو من أهل الحق، وأهل الهوى هم المنحرفون الضالون عن الطريق المستقيم لا
أخلاق لهم ولا فضيلة، وأهل الحق هم أهل الإيمان والتقوى والأخلاق الفاضلة.
السبب
الثالث: الافتراء على الله:
وهذا السبب من الانحراف مرتبط بما قبله، فليس من
الصعب على أصحاب الهوى أن يفتروا على الله تعالى بأن يقولوا على الله كذباً، وليس
من اليسير أن يلتزموا أدب العبودية وأن يقنتوا لله طائعين خاشعين تائبين.
على
العبد أن يلتزم الأدب مع ربه، بأن يعرف أنه عبد ضعيف، والله هو القوي، وأنه عبد
فقير محتاج على الدوام والله غني عن العالمين.
فإذا تجاوز العبد حدوده، وأطلق
العنان لهواه، فقد أغواه شيطانه ونازع الله في ملكه، واعترض على حكمه، وتطاول برأيه
ليتحدى مشيئة الله وإرادته: مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ
كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا [الكهف: 5].)
(5).
_________
(1) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 26).
(2)
((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص: 19).
(3) ((الأخلاق الإسلامية)) د.
حسن الشرقاوي (ص: 20).
(4) ((الأخلاق الإسلامية)) د. حسن الشرقاوي (ص:
21).
(5) ((الأخلاق الإسلامية)) لحسن السعيد المرسي (ص: 80) - بتصرف
–.


حث
الإسلام على الخلق الحسن


(لما
كانت ثمرات الخلق القويم للسلوك الديني وللسلوك الشخصي عظيمة جداً، وكانت لدى
المقارنة أجل من الثمرات التي تحققها المبالغة في أداء كثير من العبادات
المحضة.
ولما كانت سلامة النفس من المساوئ الخلقية أهم من سلامة السلوك الظاهر
من طائفة من المعاصي والذنوب الظاهرة، وكان ما يتحقق بحسن الخلق من رضوان الله
تعالى أكثر مما يتحقق بالاستكثار من نوافل العبادات المحضة، كالصلاة والصيام
والأذكار اللسانية.
لما كان كل ذلك وجدنا النصوص الإسلامية توجه الاهتمام العظيم
والعناية الكبرى لقيمة حسن الخلق في الإسلام، وتذكر الخلق الحسن بتمجيد كبير، فمنها
النصوص التالية:
أولاً: روى الترمذي بإسناد صحيح عن أبي هريرة، أن النبي صلى
الله عليه وسلم:
((أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم
لنسائهم)) (1).
وفي حديث عمرو بن عبسة أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي
الإيمان أفضل؟ قال: ((حسن الخلق)) (2).
فربط الرسول صلى الله عليه وسلم الارتقاء
في مراتب الكمال الإيماني بالارتقاء في درجات حسن الخلق، وذلك لأن السلوك الأخلاقي
النابع من المنابع الأساسية للخلق النفسي في الإنسان، موصول هو والإيمان وظواهره
وآثاره في السلوك ببواعث نفسية واحدة.
فصدق العبادة لله تعالى عمل (أخلاقي)
كريم، لأنه وفاء بحق الله على عبيده.
وحسن المعاملة مع الناس وفاء بحقوق الناس
المادية والأدبية، فهي بهذا الاعتبار من الأعمال الأخلاقية الكريمة.
فإذا تعمقنا
أكثر من ذلك فكشفنا أن الإيمان إذعان للحق واعتراف به، رأينا أن الإيمان أيضا هو
عمل أخلاقي كريم، بخلاف الكفر بالحق فهو دناءة خلقية.
فإذا ضممنا هذه المفاهيم
إلى المفهوم الإسلامي العام، الذي يوضح لنا أن كل أنواع السلوك الإنساني الفاضل
فروع من فروع الإسلام، والإسلام التطبيقي آثار للإيمان وثمرات عملية له.
إذا
جمعنا كل هذه المفاهيم وجدنا أن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، كما قال
الرسول صلى الله عليه وسلم.
فأحسن الناس خلقا لابد أن يكون أصدقهم إيماناً
وأخلصهم نية، وأكثرهم التزاماً بما يجب على العباد نحو ربهم من عبادة وحسن توجه له
وصلة به، وأكثرهم التزاماً بحقوق الناس المادية والأدبية.
ومن المستبعد جداً أن
يكون الإنسان ذا خلق كريم مع الناس، محباً للحق، معطاء، متواضعاً، صبوراً عليهم،
رحيماً بهم، ودوداً لهم، متسامح النفس معهم، ثم لا يكون ذا خلق كريم مع ربه، فلا
يؤمن بحق ربوبيته وألوهيته، ولا يذعن له بذلك، ولا يؤدي واجب العبادة له.
كما
أنه ليس من المعقول أن يكون ذا خلق كريم مع الناس، وهو يأكل حقوقهم ويعتدي عليهم،
ويتجاوز حدود الواجب الأدبي الذي توصي به الآداب الاجتماعية الإسلامية، فهذا مناف
لما توجبه فضائل الأخلاق، لو كان حقاً ذا خلق كريم.
_________
(1) رواه
الترمذي (1162)، وأحمد (2/ 250) (7396). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم (1/
43)، قال الهيثمي في ((المجمع)) (4/ 306): رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو، وحديثه
حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(2) رواه أحمد (4/ 385) (19454)، والخرائطي في
((مكارم الأخلاق)) (ص30). قال الهيثمي في ((المجمع)) (1/ 57): في إسناده شهر بن
حوشب، وقد وثق على ضعف فيه.


فالأسس
الأخلاقية والأسس الإيمانية ذات أصول نفسية واحدة، وإن كانت بعض التطبيقات العملية
التي يطالب بها الإسلام المستند إلى الإيمان قد لا تستدعيها الأسس الأخلاقية وحدها
منفصلة عن الإيمان، فلا يظهر بذلك ارتباطها بها، فهي أحكام شرعية، يقتضي الإيمان
العمل بها، نظراً إلى أنها أوامر ربانية، والأوامر الربانية توجب الأسس الأخلاقية
طاعتها، بوصف كونها طاعة لمن تجب طاعته، لا بوصف كون المطلوب بها ظاهرة لأساس خلقي.
فحينما يأمرنا الله تعالى بعبادة خاصة على وجه مخصوص كصلاة ركعات معينة محددة بصفات
خاصة وشروط خاصة، فليس من اللازم أن تكون هذه الصلاة بصفاتها الخاصة ظاهرة من ظواهر
السلوك الأخلاقي، وذات صلة مباشرة بالأسس الأخلاقية العامة، إذ لله تعالى أن يختار
لعبادته أي عمل من الأعمال، وعلى أي شكل من الأشكال، سواء أكان ذلك مما يتصل بالأسس
الأخلاقية العامة أو لا يتصل بها. ومع ذلك نقول: إن الفضيلة الخلقية توجب القيام
بهذه الطاعة من جهة أن الله أمر بها، إذ الفضيلة الخلقية توجب طاعة الله لأنه
الخالق المنعم المالك.
ونظير هذا نقول في طاعة الوالدين وبرهما، وفي طاعة أولي
الأمر من المسلمين المؤمنين، وهكذا.
أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم في
الحديث: ((وخياركم خياركم لنسائهم)) (1). فيكشف الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أدق
الموازين والكواشف التي تكشف عن حقيقة خلق الإنسان، فأحسن الناس خلقاً في معاملة
ومعاشرة النساء هم أحسنهم خلقاً، فهم بسبب ذلك خيارهم، لأن خير الناس هم أحسنهم
خلقاً.
ومن المعروف أن الإنسان قادر على أن يتصنع التظاهر بمكارم الأخلاق وفضائل
السلوك إلى فترة معينة، ومع بعض الناس، أما أن يتصنع ذلك في كل الأوقات ومع كل
الناس فذلك من غير الممكن ما لم يكن فعلا ذا خلق كريم.
والمحك الذي يمتحن فيه
الإنسان امتحاناً صحيحاً ودقيقاً لمعرفة حقيقة خلقه الثابت، هو المجتمع الذي يكون
له عليه سلطة ما، وله معه معاشرة دائمة، ومعاملة مادية وأدبية.
فإرادة التصنع
تضعف حينما يشعر الإنسان بأن له سلطة ونفوذاً، ثم تشتد ضعفاً حينما تطول معاشرته
لمن له عليه سلطة، ثم تتلاشى هذه الإرادة حينما تتدخل المعاملة المادية والأدبية،
فإذا ظل الإنسان محافظاً على كماله الخلقي في مجتمع له عليه سلطة، وله معه معاشرة
دائمة، ومعاملة مادية وأدبية، فذلك هو من خيار الناس أخلاقاً.
وأبرز أمثلة هذا
المجتمع الذي تتوافر فيه هذه الشروط هو مجتمع أسرة الإنسان، وماله من سلطان فيه على
نسائه، وهن الضعيفات بالنسبة إليه. يضاف إلى ذلك أن النساء قد تبدو منهن تصرفات أو
مطالب تخرج الحليم عن حلمه، والرصين عن رصانته، والسمح عن سماحته، والصدوق عن
التزام الصدق، فإذا ثبت الإنسان على خلقه الفاضل رغم وطأة محرجاتهن التي يتبعن فيها
أهواءهن، فإنه من خيار الناس خلقاً.
وكم يظهر الإنسان أنه حسن الخلق، فإذا سافرت
معه أو عاملته بالدرهم والدينار انكشف عن صاحب خلق سيء.
ثانياً: وروى الترمذي
بإسناد صحيح عن أبي الدرداء، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ما من شيء أثقل
في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيء))
(2).
_________
(1) رواه الترمذي (1162)، وأحمد (2/ 250) (7396). قال
الترمذي: حسن صحيح. وصححه الحاكم (1/ 43)، قال الهيثمي في ((المجمع)) (4/ 306):
رواه أحمد، وفيه محمد بن عمرو، وحديثه حسن، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(2) رواه
الترمذي (2002)، وابن حبان (12/ 506). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في
((صحيح الجامع)) (5628).


أي
يبغض الذي يفعل الفحش ويقول الفحش، ويتكلم ببذيء الكلام، وهو رديئه وقبيحه، الذي
يتحدث عن العورات والرذائل وما ينبغي من الأشياء والأعمال ستره.
وفي هذا الحديث
يقرر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أثقل الفضائل في ميزان المؤمن يوم القيامة الخلق
الحسن.
وقد يشكل هذا على بعض الناس فيقول: إن الإيمان بالله وحسن الصلة به أفضل
الأعمال، وكذلك توحيد الله والإخلاص له في العبادة، وإذا كانت هذه أفضل الأعمال فهي
أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة؛ فكيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ما
من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق))؟!
ولكن هذا الإشكال لا
يلبث أن ينحل إذا عرفنا أن الإيمان وعبادة الله مما توجبه الأسس الأخلاقية، ومن
أولى الواجبات التي تفرضها مكارم الأخلاق.
وأن الكفر بالله ورفض عبادته وطاعته
من أقبح رذائل الأخلاق – كما سبق بيانه في شرح الحديث السابق – لأنه إنكار للحق من
عدة وجوه: فهو إنكار لربوبية الله – مع أن كون الله رب كل شيء وخالق كل شيء؛ حقيقة
تفرض نفسها على كل منصف محب للحق – وهو جحود لألوهية الله واستكبار عن عبادته، وهو
تمرد على حق الله تجاه عباده في أن يعبدوه ويطيعوه، مع أن المنعم عليهم بالنعم
الكثيرة التي لا يحصونها، وظاهر أن جحود النعمة وعدم القيام بواجب الشكر عليها من
أقبح رذائل الأخلاق.
فالإيمان الذي هو أثقل الفضائل عند الله تعالى هو مظهر من
مظاهر الكمال الخلقي في الإنسان، وإذا تتبعنا الأعمال وجدنا العبادات أيضاً من
مظاهر الكمال الخلقي في الإنسان.
وعندئذ يتضح لنا بجلاء أن أثقل شيء في ميزان
المؤمن يوم القيامة حسن خلقه، لأن صدق إيمانه وسلامة يقينه وإخلاص نيته، كل ذلك من
ثمرات فضائله الخلقية.
ولما كان الفحش والبذاءة من مظاهر الرذائل الخلقية
النفسية كان الفاحش البذيء من الذين يبغضهم الله عز وجل.
ثالثاً: وروى الترمذي
بإسناد صحيح عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل
الناس الجنة فقال: ((تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال:
الفم والفرج)) (1).
فتقوى الله وحسن الخلق من أحب الأعمال إلى الله، فهما أكثر
ما يدخل الناس الجنة.
وفي كون الفم والفرج أكثر ما يدخل الناس النار إشارة إلى
عناصر متصلة بسوء الخلق، إذ جعلها الرسول صلى الله عليه وسلم في مقابل التقوى وحسن
الخلق.
والمراد من الفم والفرج ما يعمل الإنسان بهما من أعمال محرمة، فالفم يصدر
عنه الكفر بالله، والكذب، وشهادة الزور، والغيبة، والنميمة، والطعن، والتعبير
والتنقيص، واللمز، والتنابز بالألقاب، والدعوة إلى الباطل، ونشر الباطل، والحكم
بغير الحق، وغير ذلك من أمور كثيرة، تنافي التقوى وتنافي مكارم الأخلاق. والفرج
يصدر عنه أعمال محرمة أخرى تنافي التقوى وتنافي مكارم الأخلاق.
رابعاً: وروى
البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: ((لم يكن رسول الله صلى الله عليه
وسلم فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً))
(2).
_________
(1) رواه الترمذي (2004)، وأحمد (2/ 442) (9694)، وابن حبان
(2/ 224). قال الترمذي: صحيح غريب. وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب))
(2642).
(2) رواه البخاري (3559)، ومسلم (2321).


وروى
الترمذي بإسناد حسن عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن من أحبكم إلى وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً، وإن أبغضكم إلي
وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون. قالوا: يا رسول الله قد
علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون)) (1).
الثرثارون:
هم الذين يكثرون الكلام ويتكلفونه.
المتشدقون: هم الذين يتكلمون بملء أفواههم،
ويتصنعون القول تصنعاً مع التعاظم به والتعالي به على الناس.
خامساً: وروى أبو
داود عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن المؤمن ليدرك
بحسن خلقه درجة الصائم القائم)) (2).
ويظهر أن السبب في هذا أن من يلزم التقيد
بالأخلاق الحسنة ابتغاء مرضاة الله، لابد أن يتعرض في حياته الاجتماعية إلى ما
يستدعي منه أخلاقاً حسنة في معظم أوقاته، وهذا يجعله في حالة عبادة دائمة، يغالب
فيها نفسه بالصبر وتحمل مشقة مخالفة الهوى، لذلك فهو يدرك بحسن خلقه درجة الصائم
الذي لا يفطر، ودرجة القائم الذي لا يفتر.
يضاف إلى هذا أن حسن الخلق عبادة ذات
آثار اجتماعية تنفع خلق الله، وتوحد كلمتهم، وتبعد عنهم عوامل الفرقة والخلاف، أما
الصيام والقيام فهما عبادتان قد لا تنتج عنهما بشكل مباشر آثار اجتماعية تنفع عباد
الله، وقد يكون أمرهما قاصراً على فاعلهما، وصلة خاصة يتوجه بها الإنسان إلى ربه،
ولا يخفى أن عبادة الله ذات أثرين أعلى من عبادة ذات أثر واحد.
على أن حسن الخلق
لا يغني عن فروض العبادات، وكذلك كل الفروض الإسلامية لا يغني بعضها عن بعض،
فالصلاة المفروضة لا تغني عن الصيام المفروض، وأداء الصلاة والصيام المفروضين لا
يغني عن أداء الزكاة، ولا عن أداء فريضة الحج، وكل هذه الفروض لا تغني عن فريضة
الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
سادساً: وروى أبو داود
بإسناد صحيح عن أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا
زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك
الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) (3).
زعيم: أي كفيل.
ربض الجنة: ربض المكان نواحيه وما حوله من خارجه، كحريم المسجد، وكالأبنية التي
تكون حول المدن، وهي الأمكنة التي تربض فيها الأنعام.
فمن ترك المراء – أي الجدل
في أمور الدنيا ولحظ النفس – بني الله له بيتاً في ربض الجنة، أي استحق دخول الجنة
لهذا العمل الذي يخالف فيه هوى نفسه.
ومن ترك الكذب في كل الأحوال ومنها حالات
المزاح بنى الله له بيتاً في وسط الجنة، لأن من يحفظ لسانه من كل الكذب ابتغاء
مرضاة الله هو ذو مرتبة عالية في الأخلاق الحميدة وفي تقوى الله وأعمال البر، إذ
ترك الكذب والتزام الصدق مجمع لجملة كبيرة من الفضائل الخلقية، والمصالح الاجتماعية
العلمية والعملية.
أما جماع الفضائل كلها فهو حسن الخلق بوجه
عام.
_________
(1) رواه الترمذي (2018)، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وحسن
إسناده الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (791).
(2) رواه أبو داود (4798)، وأحمد
(6/ 187) (25587)، والحاكم (1/ 128). وقال: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي.
وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1620).
(3) رواه أبو داود (4800)، والطبراني
في ((الكبير)) (8/ 98)، والبيهقي في ((السنن الكبرى)) (10/ 420) (21176). وصححه
النووي في ((رياض الصالحين)) (ص216)، وحسنه الألباني في ((صحيح الترغيب))
(2648).


سابعاً:
وروى مسلم عن النواس بن سمعان قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر
والإثم فقال: ((البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس))
(1).
البر: هو جماع أفعال الخير، وقد عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه حسن
الخلق، فهذا يدل على أن حسن الخلق يشتمل على جماع أفعال الخير، والاتساع فيما يقرب
إلى الله تعالى ويرضيه سبحانه.
أما كون الإثم ما حاك في نفس الإنسان وكره أن
يطلع عليه الناس، ففيه إشارة إلى الضمير الأخلاقي الذي فطر الله الناس عليه، وهذا
الضمير يحس بالفضيلة الخلقية كما يحس الإثم، وحينما يحس بالإثم يلامس نفسه شعور خاص
به، وحينما يحدث هذا الشعور في النفس يقدر الإنسان أن ما أحس به من شأنه أن يحس به
كل إنسان آخر إذا اطلع عليه، لأن الناس يشتركون معه في القدرة على الإحسان بالإثم،
لذلك فهو يكره أن يطلع عليه الناس، لئلا يخسر مكانته في نفوسهم حينما يعلمون أنه
امرؤ آثم.
وهذا المقياس النبوي مقياس صحيح دقيق عند ذوي القلوب المؤمنة، التي لم
تفسد موازينها الفطرية بارتكاب القبائح والآثام.
ثامناً: وروى البخاري ومسلم عن
عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أبغض الرجال إلى الله الألد
الخصم)) (2).
الألد: هو شديد الخصومة. الخصم: هو كثير الخصومة، المولع بها حتى
تصير الخصومة عادة له.
وظاهر أن الخصم الألد سيء الخلق من درجة شديدة القبح، وقد
أبان الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أبغض الرجال إلى الله.
تاسعا: وروى الترمذي
بإسناد حسن عن أبي ذر وعن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اتق
الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)) (3).
ففي
هذا الحديث إرشاد إلى قواعد السلوك الكبرى، التي من التزمها فقد أخذ سبيله لارتقاء
مراتب المجد والكمال الإنساني.
وهذه القواعد ترشد إلى المنهج الخلقي العام،
الشامل لجانبي علاقة الإنسان بربه وعلاقة الإنسان بالناس.
أما ما يدعو إليه
الواجب الأخلاقي بالنسبة إلى علاقة الإنسان بربه، فهو تقوى الله في أي مكان ظاهر أو
خفي يكون فيه الإنسان، وذلك لأن الواجب الأخلاقي يفرض على الإنسان طاعة من خلقه
فسواه فعدله، فأنعم عليه بالنعم التي لا يستطيع إحصاءها، ويفرض عليه أيضاً حمده
وشكره وعبادته، وكل هذه الواجبات يجمعها تقوى الله في السر والعلن، وهذا ما دلت
عليه القاعدة الأولى: ((اتق الله حيثما كنت)). وحينما يتقي الإنسان ربه في كل
أحواله الظاهرة والباطنة فلابد أن يكون مخلصاً لله في تقواه، وفي هذا تكمن الروح
الأخلاقية السامية البعيدة عن النفاق والرياء والسمعة وطلب الثناء من الناس، أو
اجتلاب المصالح النفسية أو المادية منهم.
هذه هي القاعدة الأولى:
وأما
القاعدة الثانية وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها))
ففيها إرشاد إلى منهج الإصلاح والتقويم، وتدارك النهوض بالنفس بعد سقوطها بارتكاب
السيئة، وهذا المنهج ترسمه هذه القاعدة أضبط رسم. فمن سقط بارتكابه السيئة في حالة
من حالات الضعف الإنساني فعليه أن يتبع هذه السيئة حسنة مستمدة من منابع الضمير
الأخلاقي، فإن للحسنات قوة سبق عجيبة بفضل الله، إذ تمر على السيئات التي كانت قد
انطلقت قبلها فتردها وتمحو أثرها عند الله، وتعود نفس المؤمن بالله إلى براءتها
ونقائها الخلقي، بعد أن أصابها ما أصابها من أدناس السيئات.
وهذه القاعدة مستمدة
من قول الله تعالى في سورة (هود):
_________
(1) رواه مسلم (2553).
(2)
رواه البخاري (2457)، ومسلم (2668).
(3) رواه الترمذي (1987)، وأحمد (5/ 153)
(21392). قال الترمذي: حسن صحيح. وحسنه الألباني في ((صحيح الجامع))
(97).


وَأَقِمِ
الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود: 114].
وأما
القاعدة الثالثة وهي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((وخالق الناس بخلق حسن)): فهي
تحدد المنهج العام الذي يجب على الإنسان أن يسلكه في علاقاته بالناس، وعنوان هذا
المنهج أن يخالق الناس بخلق حسن، أي أن يعاملهم في كل علاقاته معهم بالخلق
الحسن.
عاشراً: ولما كان حسن الخلق يحتل هذه القيمة العظيمة في الإسلام؛ كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً.
روى البخاري ومسلم عن أنس قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً)) (1).
وأختار الله للثناء
على رسوله من دون سائر صفاته العظيمة ما يتحلى به من خلق حسن عظيم، إذ خاطبه بقوله
له: وإنك لعلى خلق عظيم.
وصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بعثت
لأتمم حسن الخلق)) (2). رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة، ورواه الإمام مالك في
الموطأ.
وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله بعثني لتمام مكارم
الأخلاق وكمال محاسن الأفعال)) (3)) (4).
_________
(1) رواه البخاري (6203)،
ومسلم (659).
(2) رواه أحمد (2/ 381) (8939)، والحاكم (2/ 670)، والبخاري في
((الأدب المفرد)) (273) بلفظ: ((صالح الأخلاق)). قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد))
(8/ 191): رجاله رجال الصحيح. وقال البوصيري في ((إتحاف الخيرة)) (7/ 69): صحيح على
شرط مسلم. وصححه السيوطي في ((الجامع الصغير)) (2584).
(3) رواه البغوي في ((شرح
السنة)) (13/ 202). وضعفه الألباني في ((السلسلة الضعيفة)) (2087).
(4)
((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن حبنكة الميداني (1/
37).


موقف
أعداء المسلمين من الأخلاق الإسلامية


أدرك
أعداء المسلمين الحقائق عن مكارم الأخلاق، فعملوا على إفساد أخلاق المسلمين بكل ما
أوتوا من مكر ودهاء، وبكل ما أوتوا من وسائل مادية وشياطين إغواء، ليبعثروا قواهم
المتماسكة بالأخلاق الإسلامية العظيمة، وليفتتنوا وحدتهم التي كانت مثل الجبل
الراسخ الصلب قوة، ومثل الجنة الوارفة المثمرة خضرة وبهاء وثمراً وماء.
إن أعداء
المسلمين قد عرفوا أن الأخلاق الإسلامية في أفراد المسلمين تمثل معاقد القوة،
فجندوا لغزو هذه المعاقد وكسرها جيوش الفساد والفتنة.
ولقد كان غزوهم للأخلاق
الإسلامية من عدة جبهات:
1 - لقد عرفوا أن النبع الأساسي الذي يزود الإنسان
المسلم بالأخلاق الإسلامية العظيمة، إنما هو الإيمان بالله واليوم الآخر، فصمموا
على أن يكسروا مجاري هذا النبع العظيم، ويسدوا عيونه، ويقطعوا شرايينه.
2 -
وعرفوا أن تفهم مصادر الشريعة الإسلامية تفهماً سليماً هو الذي يمد نبع الإيمان بما
يتطلبه من معارف، فمكروا بالعلوم الإسلامية، وبالدراسات المتعلقة بها مكراً بالغاً،
وذلك ما بين حجب لها تارة، وتلاعب بمفاهيمها أخرى، وتشويه لها أو جحود ومضايقة
لروادها ومبلغيها، كل ذلك في حرب مستمرة لا تعرف كللاً ولا مللاً.
3 - وعرفوا
قيمة الإفساد العملي التطبيقي، فوجهوا جنودهم لغمس أبناء المسلمين في بيئات مشحونة
بالانحلال الخلقي، بغية إصابتهم بالرذائل الخلقية عن طريق العدوى، وسراية الفساد
بقوة تأثير البيئة، واستمراء الشهوات المرتبطة برذائل الأخلاق.
4 - وعرفوا قيمة
إفساد المفاهيم والأفكار، فجندوا جيوش المضللين الفكريين، الذين يحملون إلى أبناء
المسلمين الأفكار والمفاهيم والفلسفات الباطلة، ضمن واردات المعارف المادية
الصحيحة، ذات المنجزات الحضارية المدهشة، وعن طريق هذا الغزو الفكري الخطير يدخلون
السم في الدسم.
من أقوال أعداء الإسلام والمسلمين (1):
1 - جاء في خطاب ...
(صموئيل زويمر) رئيس إرسالية التبشير في البحرين منذ أوائل القرن العشرين الميلادي،
الذي خطبه في مؤتمر القدس التبشيري، الذي انعقد برئاسته سنة (1953م) ما يلي:
(
... ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية
ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم
أن تخرجوا المسلم من الإسلام، ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي فلا صلاة
تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها، وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا
طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية، وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة
السالفة خير قيام، وهذا ما أهنئكم عليه وتهنئكم دول المسيحية والمسيحيون جميعاً كل
التهنئة ... )!!
2 - وجاء في نشرة المشرق الأعظم الماسوني الفرنسي لسنة (1923م)
ما يلي:
( ... وبغية التفريق بين الفرد وأسرته عليكم أن تنتزعوا الأخلاق من
أسسها، لأن النفوس تميل إلى قطع روابط الأسرة والاقتراب من الأمور المحرمة، لأنها
تفضل الثرثرة في المقاهي على القيام بتبعات الأسرة ... ).
3 - وجاء في
البروتوكول الثاني من المقررات اليهودية السرية ما يلي:
( ... إن الطبقات
المتعلمة ستختال زهواً أمام أنفسها بعلمها، وستأخذ جزافاً في مزاولة المعرفة التي
حصلتها من العلم الذي قدمه إليها وكلاؤنا، رغبة في تربية عقولهم حسب الاتجاه الذي
توخيناه.
ولا تتصوروا أن كلماتنا جوفاء، ولاحظوا هنا أن نجاح (دارون) و (ماركس)
و (نيتشه) والأثر غير الأخلاقي لاتجاه هذه العلوم في الفكر الأممي – أي عند غير
اليهود – سيكون واضحاً لنا على التأكيد)!!
4 - وجاء في البيان الشيوعي الذي
أصدره معلم الشيوعية الأول اليهودي (كارل ماركس) ورفيقه (انجلز) ما يلي:
(إن
القوانين والقواعد الأخلاقية والأديان أوهام بورجوازية تتستر خلفها مصالح
بورجوازية)!! (2).
_________
(1) انظر كتاب ((أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها))
لعبد الرحمن الميداني (ص101) وكتاب ((مكايد يهودية عبر التاريخ)) له أيضاً.
(2)
((الأخلاق الإسلامية وأسسها)) لعبد الرحمن حبنكة الميداني (1/
32).


الرد
على من يقول بنسبية الأخلاق


في
خطة خبيثة لهدم أبنية الأخلاق، أخذ فريق من الماديين الملحدين ينشرون فكرة شيطانية،
يزعمون فيها أن الأخلاق أمور اعتبارية نسبية لا ثبات لها، فهي تختلف من شعب إلى
شعب، ومن أمة إلى أمة، ومن زمان إلى زمان. فبعض الأمور تعتبر منافية لمكارم الأخلاق
عند شعب من الشعوب، أو أمة من الأمم، في حين أنها غير منافية لمكارم الأخلاق عند
شعب آخر أو أمة أخرى، وبعض الأمور كانت في زمان مضى أموراً منافية لمكارم الأخلاق،
ثم صارت بعد ذلك أموراً غير منافية لها؛ وهذا يدل على أن الأخلاق مفاهيم اعتبارية
تتواضع عليها الأمم والشعوب، وليس لها ثبات في حقيقتها، وليس لمقاييسها
ثبات.
وحين يتبصر الباحث في أقوال هؤلاء، يستطيع أن يكتشف عناصر المغالطات التي
يلتجئون إليها، للتضليل بأفكارهم؛ وهذه المغالطات ترجع إلى مد عنوان الأخلاق مداً
يشمل التقاليد والعادات والآداب وبعض الأحكام الدينية التي لا علاقة لها بموضوع
الأخلاق من حيث ذاتها، ومفاهيم بعض الناس للأخلاق ولأسسها، مع أنها مفاهيم غير
صحيحة، إلى غير ذلك من أمور ليست هي من الأخلاق أصلاً.
والغرض من ذلك استغلال
أمثلة تخضع للتغير والتبدل من هذه الأمور؛ لنقض حقيقة ثبات الأخلاق بها، ثم لنقض
الأخلاق نقضاً كلياً، ونقض الأسس الأخلاقية، والإقناع بأن الأخلاق أمور اعتبارية
نسبية تتواضع عليها الأمم، وليس لها ثبات في واقع حالها.
وبذلك يسهل على هؤلاء
المضلين إفساد الأجيال، حتى تتمرد على جميع الضوابط الأخلاقية، التي تمثل في الأمم
قوى ترابطها وتماسكها، وعناصر ارتقائها الإنساني.
ومنشأ المشكلة يرجع إلى الخطأ
في تحديد مفهوم الأخلاق، وتحديد دوافعها وغاياتها، وتحديد مستوياتها، من قبل كثير
من الناس، بما فيهم كثير من الباحثين في علم الأخلاق، من فلاسفة ومفكرين؛ وهذا هو
الذي يفتح الثغرة الفكرية التي يعبر منها الخبثاء الماكرون، ليهدموا الأبنية
الأخلاقية الحصينة التي تتمتع بها الشعوب العريقة بأمجادها، لاسيما المسلمون الذين
سبق أن رفعتهم الأخلاق العظيمة إلى قمة مجد لم يطاولهم فيها أحد.
وحين يتبصر
الباحث بالأسس الأخلاقية، التي تم فيها تحديد مفهوم الأخلاق وتحديد دوافعها
وغاياتها، وتحديد مستوياتها، وفق المفاهيم المقتبسة من التعاليم الإسلامية، يتبين
له بوضوح تساقط أقوال الذين يزعمون أن الأخلاق نسبية أو اعتبارية تتواضع عليها
الأمم، وليس لها حقائق ثابتة، وذلك لأنه يستطيع أن يكتشف بسرعة عناصر المغالطة التي
يصطنعها هؤلاء المضللون، إذ يأتون بأمثلة جزئية يزعمون أنها من الأخلاق، ثم يثبتون
أنها أمور اعتبارية أو نسبية تتواضع عليها الأمم، وليس لها حقائق ثابتة في ذاتها،
ثم ينقضون بها ثبات الأخلاق نقضاً كلياً، بطريقة تعميمية لا يقبل بها العلم، حتى
ولو كانت هذه الأمثلة من الأخلاق فعلاً، لأنه لا يجوز الحكم على النوع من خلال
الحكم على بعض أفراده، مالم يثبت أن سائر الأفراد مشتركة بمثل الصفة التي كانت علة
صدور الحكم على بعض الأفراد ...
إن عمليتهم هذه قد تضمنت مغالطة مركبة تمت على
مرحلتين.
المرحلة الأولى:
إدخال ما ليس من أفراد الأخلاق تحت عنوان
الأخلاق.
المرحلة الثانية:
تعميم حكمهم على هذه الأفراد الدخيلة، وجعله
شاملاً لجميع أفراد الأخلاق الحقيقية.


ولهؤلاء
المضللين مغالطة أخرى حول الموضوع نفسه، وهي اعتمادهم على مفاهيم بعض الناس
للأخلاق، واعتبار هذه المفاهيم جزءاً من حقيقة الأخلاق، مع أن مفاهيم الناس قد تصدق
وقد تكذب، فهي لا تمثل جزءاً من حقيقة الشيء الذي هو موضوع البحث، وإنما تمثل مقدار
إدراك أصحابها لحقيقة الشيء، فقد يكون هذا الإدراك مطابقاً، وقد يكون مخالفاً، وقد
يكون كاملاً وقد يكون ناقصاً، وهو لا يؤثر بحال من الأحوال على حقيقة الشيء.
لقد
كان للفلاسفة القدماء مفاهيم عن السماء، وهذه المفاهيم مخالفة لواقع حال السماء،
ومع ذلك فلا يقبل العقل اعتبار هذه المفاهيم جزءاً من حقيقة السماء.
وللناس
مفاهيم كثيرة باطلة عن الخالق، ولا يجوز أن تكون هذه المفاهيم جزءاً من حقيقة
الخالق.
وينكر كروية الأرض منكرون، ولكن مفاهيم هذه لا يمكن أن تجعل الأرض في
واقع حالها غير كروية.
وهكذا يدخل فريق من الناس في الأخلاق ما هو ليس من
الأخلاق؛ كتقاليد وعادات وأحكام وضعية. ويجحد فريق من الناس بعض ما هو من الأخلاق،
فيزعم أنه لا داعي للتقيد بقواعد الأخلاق فيها، فلا يؤثر هؤلاء ولا هؤلاء على
الحقيقة المطلقة للأخلاق، فليست مفاهيم الناس هي التي تصنع الحقائق، وإنما وظيفتها
أن تعمل على إدراك الحقائق، حتى تكون صورة مطابقة لها.
قال المغالطون – الذين
زعموا أن الأخلاق نسبية اعتبارية، وليس لها حقيقة مطلقة ثابتة، وهي قابلة للتغير
والتبدل من زمان إلى زمان، ومن أمة إلى أمة -: إن مما يدل على ذلك أن بعض الشعوب
ترى خروج النساء بدون حجاب عملاً منافياً للأخلاق بينما ترى شعوب أخرى أن هذا العمل
أمر طبيعي لا ينافي ضوابط الأخلاق بحال من الأحوال.
ويدل على ذلك أيضاً أن بعض
الأمم تحرم أكل بعض أنواع من اللحوم، وتحرم شرب بعض أنواع من الأشربة، وتعتبر
مخالفة ذلك عملاً منافياً للأخلاق، بينما ترى أمم أخرى أنه لا شيء من ذلك محرم أو
مناف للأخلاق.
ويأتون أيضاً بمثال تعدد الزوجات وإباحته عند أمة وتحريمه عند أمة
أخرى، وبأمثلة الطقوس السائدة في البلاد الأوقيانوسية، ومنها تحريمهم الطعام تحت
سقف والمكث في المسكن إذا كان الإنسان مريضاً، وتحريمهم استعمال الأيدي في تناول
الغذاء بعد فراغ الإنسان من حلق شعره، أو بعد فراغه من صنع زورق، ويقولون: هذه أمور
منافية للأخلاق عندهم، مع أنها عند غيرهم أمور عادية لا تنافي الأخلاق
مطلقا.
أليس عجيباً جداً أن يدخلوا مثل هذه الأمثلة في باب الأخلاق مع أنها في
جوهرها من أبواب غير باب الأخلاق، فهي إما أحكام دينية، أو طقوس وعادات وتقاليد!!
وإدخالها في باب الأخلاق خطأ فادح يجر إلى خطأ آخر أكبر منه بكثير، إنه خطأ يجعل
الأخلاق أموراً نسبية اعتبارية تتواضع عليها الأمم، وليس لها حقيقة ثابتة في
ذاتها!!
وما قيمة مفاهيم الناس حول حقيقة من الحقائق، ولنفرض أن بعض الناس
استحسنوا رذائل الأخلاق، ولم يجدوا أي رادع من ضمائرهم يردعهم عنها، فمارسوا الظلم
بمثل الجرأة التي يمارسون بها العدل، ومارسوا الخيانة بمثل الجرأة التي يمارسون بها
الأمانة، ومارسوا قسوة القلب بمثل الجرأة التي يمارسون بها الشفقة والرحمة، ومارسوا
الكذب الضار بمثل الجرأة التي يمارسون بها الصدق النافع؛ أفيغير ذلك واقع حال
الرذائل فيجعلها من قبيل الفضائل؟!
كم نشاهد من شعوب تألف القذارات وتعيش فيها
ولا تشعر بأنها تعمل عملاً غير مستحسن أو غير جميل، فهل تغير مفاهيمهم من واقع حال
القذارة القبيح شيئاً؟!
إن فساد مفاهيم الناس حول حقيقة من حقائق المعرفة لا
يغير من واقع حال هذه الحقيقة شيئاً، وجميع حقائق المعرفة تتعرض لمشكلة فساد مفاهيم
الناس عنها، وفساد تصور الناس لها.


إن
موضوع حجاب المرأة وسفورها، أمر لا علاقة له بالأخلاق من حيث ذاته، إنما هو في
حدوده الشرعية حكم ديني يهدف إلى تحقيق مصالح دينية واجتماعية يقصدها الشارع،
فإدخالهم هذا الحكم في موضوع الأخلاق جزء من عناصر المغالطة أو من عناصر الغلط إذا
حسنا الظن.
وكذلك موضوع الأطعمة والأشربة، فهو غير ذي علاقة بالأخلاق، وأحكام
الأطعمة والأشربة أحكام دينية تهدف إلى تحقيق مصالح دينية وصحية يقصدها الشارع،
فإدخالهم هذه الأحكام في موضوع الأخلاق جزء من عناصر المغالطة، أو من عناصر الغلط
إذا حسنا الظن.
ونظير ذلك سائر الأمثلة التي أوردوها لنقض ثبات الأخلاق، إنها
أمثلة من العادات والتقاليد الاجتماعية، أو من الظواهر الجمالية الأدبية، أو من
الأحكام المدنية، أو من الأحكام الدينية لدين صحيح أو لدين وضعي من وضع البشر، ونحو
ذلك، وليست في حقيقة ذاتها من الأخلاق.
ويوجد سبب ثالث للخطأ الذي يقع فيه
الباحثون في علم الأخلاق، هو اعتمادهم على أفكارهم وضمائرهم فقط، وجعلها المقياس
الوحيد الذي تقاس به الأخلاق، ونسبوا إلى هذا المقياس العصمة عن الخطأ، مع أنه
مقياس غير كاف وحده، فقد يخطئ، وقد يصاب عند بعض الناس بعلة من العلل المرضية،
فيعشى أو يعمى أو تختل عنده الرؤية، فيصدر أحكاماً فاسدة.
ومما سبق يتضح لنا أن
أسباب الغلط أو المغالطة عند أصحاب فكرة نسبية الأخلاق، ترجع إلى ثلاثة:
الأول:
تعميمهم اسم الأخلاق على أنواع كثيرة من السلوك الإنساني، فلم يميزوا الظواهر
الخلقية، عن الظواهر الجمالية والأدبية، وعن العادات والتقاليد الاجتماعية، وعن
التعاليم والأحكام المدينة أو الدينية البحتة، فحشروا مفردات كل هذه الأمور تحت
عنوان الأخلاق، فأفضى ذلك بهم إلى الخطأ الأكبر، وهو حكمهم على الأخلاق بأنها أمور
اعتبارية نسبية.
الثاني: أنهم جعلوا مفاهيم الناس عن الأخلاق مصدراً يرجع إليه
في الحكم الأخلاقي، مع أن في كثير من هذه المفاهيم أخطاء فادحة، وفساداً كبيراً،
يرجع إلى تحكم الأهواء والشهوات والعادات والتقاليد فيها، ويرجع أيضاً إلى أمور
أخرى غير ذلك، والتحري العلمي يطلب من الباحثين أن يتتبعوا جوهر الحقيقة، حيث توجد
الحقيقة، لا أن يحكموا عليها من خلال وجهة نظر الناس إليها، فكل الحقائق عرضة لأن
يثبتها مثبتون، وينكرها منكرون، ويتشكك بها متشككون، ويتلاعب فيها متلاعبون، ومع
ذلك تبقى على ثباتها، لا تؤثر عليها آراء الناس فيها.
الثالث: اعتمادهم على
أفكارهم وضمائرهم فقط، وجعلها المقياس الوحيد الذي تقاس به الأخلاق.
أما مفاهيم
الإسلام فإنها .... قد ميزت الأخلاق عما سواها، وميزت السلوك الأخلاقي عن سائر
أنواع السلوك الإنساني، فلم تعمم تعميماً فاسداً، ولم تدخل في مفردات الأخلاق ما
ليس منها، وهي أيضاً لم تعتمد على مفاهيم الناس المختلفة، ولم تتخذها مصدراً يرجع
إليه في الحكم الأخلاقي، وأما العقل والضمير فإنها لم تهملهما وإنما قرنتهما بعاصم
يردهما إلى الصواب كلما أخطأ سبيل الحق والهداية والرشاد، وهذا العاصم هو الوحي
الذي نزل بدين الله لعباده، وشرائعه لخلقه، وتعاليمه التي لا يأتيها الباطل من بين
يديها ولا من خلفها، لأنها تنزيل من عزيز حكيم، وقد بلغها رسله. أما صورتها المثلى
المحفوظة من التغيير فهي ما ثبت في نصوص الشريعة الإسلامية، المنزلة على رسول الله
محمد صلوات الله وسلاماته عليه وعلى سائر الأنبياء
والمرسلين.


فمن
تبصر بالأصول العامة للأخلاق في المفاهيم الإسلامية، وتبصر بأن الأخلاق الإسلامية
مقترنة بالوصايا والأوامر والنواهي الربانية، وتبصر بأن هذه الوصايا والأوامر
والنواهي محفوفة بقانون الجزاء الإلهي بالثواب العقاب، فإنه لابد أن يظهر له بجلاء
أن الأخلاق الإسلامية هي حقائق في ذاتها، وهي ثابتة مادام نظام الكون ونظام الحياة
ونظام الخير والشر أموراً مستمرة ثابتة، وهي ضمن المفاهيم الإسلامية الصحيحة غير
قابلة للتغير ولا للتبدل من شعب إلى شعب، ولا من زمان إلى زمان.
أما الأمة
الإسلامية فهي أمة واحدة، وهي لا تتواضع فيما بينها على مفاهيم تخالف المفاهيم التي
بينها الإسلام، والتي أوضحها في شرائعه ووصاياه.
وإذا رجعنا إلى مفردات الأخلاق
الإسلامية و

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقدمات في الأخلاق الإسلامية
» ولا نص على بقية الاثني عشر
» البهائية وأحتقار أهل بقية الأديان
» وسائل اكتساب الأخلاق
» الانشوده الاكثر تحميلا ~ مكارم الأخلاق ~

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: ركن الاسره :: قسم الشباب :: الأخلاق الإسْلاميّة-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
بقية مقدمات في الأخلاق الإسلامية Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد