منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى الرفيق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Empty
مُساهمةموضوع: مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى الرفيق    مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:00 pm

مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى الرفيق




بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أغننا بالعلم ، وزينا بالحلم ، وأكرمنا بالتقوى ، وجمِّلنا بالعافية .



مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى : ( الرفيق ) :



1 – ورودُ اسم ( الرفيق ) في السنة الصحيحة :



أيها الإخوة الكرام مع اسم جليل من أسماء الله الحسنى ، وهو ( الرفيق ) ، هذا الاسم ورد في السنة النبوية الصحيحة ، ورد مطلقاً معرّفا بأل ، مراداً به العلمية ، دالاً على كمال الوصفية ، فقد ورد في صحيح البخاري ومسلم من حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) .

[ مسلم ]


2 – معنى اسم الله ( الرفيق ) :



فالله سبحانه وتعالى هو ( الرفيق ) ، لو أردنا أن نقف وقفة متأنية عند معاني هذا الاسم لقلنا :

أولاً : الرفيق هو اللطيف ، والرفيق هو الذي يرافقك ، والرفيق هو الذي يتصرف برفق ، هو لطيف ، وهو مرافق ، وهو الذي يتصرف برفق ، لو أردنا أن نرى هذا الاسم من خلال أفعال الله قد نقف عند ومضات من رفقه جل جلاله .



3 – مظاهر رفق الله بمخلوقاته :



الطفل الصغير له أسنان ، لبنية هذه الأسنان كيف تسقط من دون ألم ، وما من طبيب أسنان إلا وهو مضطر أن يعطى الإنسان مخدرا حتى يقلع هذا السن ، وإعطاء إبرة المخدر أمرٌ مؤلم ، أما الطفل حين يسقط سنه يذوب شيئاً فشيئاً إلى أن يراه مع لقمة طعامه ، فنزع سن الطفل نوع من اللطف ، الله عز وجل يقول :





] وَهُوَ مَعَكُمْ (4) [

( سورة الحديد )

أنت لا تحتمل أن يكون معك إنسان دائماً ، تخرج من جلدك من رفقته ، لكن الله معنا ، معنا بلطف دون أن نشعر .

مثلا الهواء لطيف ، يحمل الطائر ، يحمل طائرة وزنها ثلاثمئة وخمسين طنًّا ، وأنت تمشى ضمن الهواء ، وتستنشق الهواء ، ولا ترى الهواء ، الهواء مما يؤكد معنى أن الله رفيق .

أيها الإخوة ، رحمته لعباده ، فمغفرته لعباده رفق ، وقبول توبته من عباده رفق ، وتحريمه التدريجي للخمر رفقٌ .

(( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) .

والإنسان عليه أن يتخلق دائما بالكمال الإلهي ، لذلك كاد الحليم أن يكون نبياً ، والحلم سيد الأخلاق ، والحلم رفق ، والمعالجة بحكمة من الرفق ، والحلم من الرفق ، والعفو من الرفق ، والمغفرة من الرفق ، والتسامح من الرفق ، لذلك حينما قال الله عز وجل :



] وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) [

( سورة الأعراف)



4 – الرفقُ من صفات المؤمن :



من معاني هذه الآية الكريمة أنك إذا تخلقت بالكمال الإلهي تستطيع أن تقبل عليه أحد أسباب اتصالك به أنك تتوسل إلى الاتصال به للتخلق بكماله ، إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ، يحب الرفق في تربية الأولاد ، يحب الرفق في معاملة الزوجة ، يحب الرفق في التعامل التجاري .

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى ، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى )) .

المؤمن من صفاته أنه رفيق لطيف ، وإذا كان معك فظله خفيف ، لا ينتقد ، لا يحاسب ، لا يدقق ، لا يؤاخذ ، لا يقسو ، لطيف ، المؤمن لين العريكة ، يألف ويؤلف .

الحقيقة أنْ ليس الفرق بين المؤمن وغير المؤمن أن المؤمن يصلي ، هناك فرق جوهري كبير جداً ، حينما تعامل المؤمن تراه لطيفاً ، وحينما ترافق المؤمن ترى ظله خفيفاً ، وحينما تتعامل مع المؤمن تراه سمحاً ، تراه عَفوًّا ، تراه متسامحاً .

فلذلك التخلق بالكمال الإلهي أحد أسباب الاتصال به ، التخلق بالكمال الإلهي أحد أسباب الاتصال به ، قال تعالى :



] وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) [

( سورة الأعراف)

توسل إلى الله بأن تتخلق بالكمال الإلهي ، وما من اسم من أسماء الله الحسنى إلا ولك منه موقف ، إذا كان من أسماء الله الحسنى أنه عفو كريم فينبغي أن تعفو عمن ظلمك ، وقد ورد في بعض الأحاديث :

(( أمرنى ربى بتسع ، خشية الله في السر والعلانية ، وكلمة العدل في الغضب والرضى ، و القصد في الفقر والغنى ، وأن أصل من قطعني ، وأن أعفو عمن ظلمني ، وأن أعطى من حرمني ، وأن يكون صمتي فكراً ، ونطقي ذكراً ، ونظري عبرة )) .

[ ذكره الخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح عن أبي هريرة ]


5 – الله معنا بعلمِه فلا تغفلوا :



وهو معكم ، هو معنا دائماً ، لكن كلما ارتقت شفافية الإنسان يعبد الله كأنه يرى الله :

(( قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنَّكَ إِنْ لَا تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ )) .

[ مسلم عن أبي هريرة ]
لكنه لطيف ، لذلك الذين يعصي ربه في رابعة النهار ، نهاراً جهراً ، وينسى أن الله معه ، وأن الله يراقبه ، هذا ليس بكامل الإيمان ، لذلك من أرقى مستويات الإيمان أن تؤمن أن الله معك ، قال تعالى :



]أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (79) وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا (80) [

( سورة الإسراء)

قال تعالى :





? فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)? .

( سورة الشعراء) .

يراك حين تقوم ، هو رفيق هو معنا ، ولكنه معنا بعلمه ، معنا من دون أن نشعر ، كيف أنك تمشي في الهواء من دون أن تشعر ، وتستنشق الهواء من دون أن تشعر ، ولا ترى الهواء لكنه موجود ، والدليل إذا هبت العواصف دمرت مدنا بأكملها ، الهواء يحمل الطائرات ، فهو موجود ، لكنك لا تتضايق من الهواء ، بل تستنشقه .



6 – لابد من الرفق للوصول إلى الأهداف :



أيها الإخوة ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ )) .

[ مسلم ]
وعَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) .

[ مسلم ]
توسل إلى أهدافك بالرفق ، انصح ، عظ موعظة حسنة ، جادل بالتي هي أحسن .



7 – لا تكن فظا غليظ القلب :



لا تكن فظا غليظ القلب ، النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الخلق ، وحبيب الحق ، وسيد ولد آدم أوتي المعجزات ، أوتي الوحي ، أوتي القرآن ، كان جميل الصورة ، كان فصيح اللسان ، كان رحيماً ، كان حليماً ، كان متواضعاً ، ومع كل هذه الصفات يقول الله له : أنت أنتَ ، أنت بكل هذا الكمال :



] وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (159)[

( سورة آل عمران)

ولو كنت فظا غليظ القلب ، فكيف بإنسان ليس نبياً ، ولا رسولاً ، ولا يوحى إليه ، ولا أوتي القرآن ، وليس فصيحاً ، وليس جميل الصورة ، وليس رحيماً ... ومع ذلك فهو فظ غليظ القلب .

لذلك :

(( مَهْلًا يَا عَائِشَةُ ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ )) .

[ البخاري ومسلم عن عائشة ]

إذا دخلت إلى البيت فقل : السلام عليكم ، إذا أردت أن تربي أبناءك فقل : يا بني ، هذا الشيء يؤذيك ، أنا ناصح أمين لك ، من دون أن تبدأ بالضرب والشتم والقسوة .

إنّ صفات المؤمن صفات كاملة ، هذا الحديث أساسي جداً في حياتنا ، البيت الذي فيه رفق فيه حب وهدوء ، فيه راحة نفسية ، فيه أولاد ينشؤون نشأة صحية ، يرون أباهم وأمهم على وفاق ، وعلى وئام ، كلام منخفض ، النصيحة مهذبة ، ومَن أمر بالمعروف فليكن أمره بالمعروف ، ومن نهى عن منكر فليكن نهيه من دون منكر ، بطريقة ليست منكرة ، لا تكن فظاً غليظ القلب ؟

بماذا أثنى الله عز وجل على النبي عليه الصلاة والسلام ؟ هو سيد الخلق ، هو نبي ، هو رسول ، أعطي المعجزات ، هذه كلها من وسائل الرسالة ، لكنه أثنى عليه بشيء مِن كسبِه ، قال تعالى :



? وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ?

( سورة القلم ) .

الرفق هو اللطف ، والرفق هو من يرافقك ، لذلك ما في جهة يمكن أن تكون معك في سفرك ، وتستخلفها في بيتك إلا الله ، ومن أدعية النبي عليه الصلاة والسلام ما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ فَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ قَالَ :

(( اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا بِنُصْحِكَ ، وَاقْلِبْنَا بِذِمَّةٍ ، اللَّهُمَّ ازْوِ لَنَا الْأَرْضَ ، وَهَوِّنْ عَلَيْنَا السَّفَرَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ )) .

[ الترمذي ، أبو داود]

إذا سافر الإنسان ، وقبل أن يسافر قال : اللهم أنت الصاحب في السفر ، والخليفة في الأهل والمال والولد ، فبغيابك لو أن إبريقا من الماء الساخن وقع فوق وجه طفل صغير ، وشوه وجهه يجعل حياة هذه الأسرة جحيماً لا يطاق ، الله رفيق في السفر ، والخليفة في الأهل والمال والولد ، هذه أدعية النبي عليه الصلاة والسلام .



من معاني ( الرفيق ) :



الرفيق هو اللطيف ، والرفيق هو الذي يرافقك ، والرفيق هو الذي يتولى الأمر برفق .

قال بعض العلماء : " الرفيق هو اللطيف بعباده ، القريب منهم " ، وهو معكم أينما كنتم ، الله عز وجل يحول بين المرء وقلبه ، أقرب إليك من حبل الوريد ، أقرب إليك من خواطرك ، أقرب شيء إليك خواطرك ، هو أقرب إليك من حبل الوريد ، من خواطرك ، يحول بينك وبين قلبك ، يغفر ذنوبك ، ويتوب عليك ، لأنه رفيق بكم ، وتكفلهم بالتربية والعناية من غير عوض ، وما من إنسان يدخل على إنسان اختصاصي في الطب أو الهندسة أو المحاماة إلا ويحتاج إلى أجرة ، إلا أنك إذا لجأت إلى الله يتولاك من دون عوض ، لأنه رفيق بك ، وقدّر أرزاق العباد .

أحياناً يكون الوعل في قمة جبل ، هناك نبع مستودع ، هذا النبع من جبل أعلى من أجل هذا الوعل الذي يعيش في قمم الجبال ، قدر لعباده ومخلوقاته أرزاقهم وطعامهم وشرابهم ، وأمدهم بما يحتاجون ، وهداهم لما يصلحهم .



هداية الله لمخلوقاته :



الهداية كما تعلمون أربعة مراحل ، هدي المخلوقات إلى مصالحها ، فالإنسان إذا كان الطعام فاسدا يشم أنفه رائحة الطعام الفاسد ، والطعام الفاسد له رائحة كريهة ، فرائحة الطعام الفاسد الكريهة ، والأنف الذي فوق الفم هداك إلى أن لا تأكل هذا الطعام ، وإذا كان في المعدة طعام فاسد فالإنسان يتقيؤه ، والتقيؤ من رحمة الله عز وجل ، هداك إلى أن تخرجه من جوفك ، إذا كنت تمشي ونمت قليلا تصحح عن طريق جهاز معقد جهاز التوازن ، لأنه رفيق بك ، فإذا كان البرد شديدا فهناك آلية معقدة جداً في الجسم تكافح البرد ، وإذا كان هناك حر شديد فهناك آلية معقدة ثانية آلية العرق ، العرق يخرج الماء فيمتص حرارة الجلد ، وبهذه الطريقة يتعدل الجلد في حرارته .

إذًا : الله عز وجل رفيق في أفعاله ، لذلك يقدر لهم أرزاقهم ، ويهديهم لما يصلحهم ، فالإنسان ينام ، ولما ينام تتباعد الخلايا العصبية ، لذلك السيالة في النوم لا تتخطى الفراغ ، إنسان نائم لا يستيقظ ، أما إذا كان الصوت عاليا جداً فهذا الصوت العالي جداً يقفز ، ويتخطى هذا الفراغ ، فيستيقظ الإنسان .

هداك إلى مصالحك ، والحديث عن هداية الله عز وجل لمصالح الإنسان شيء لا ينتهي .

أنت ترى الخطر بعينك في البيت ، هناك مدفأة خرج الدخان منها كثيفاً فهناك خلل ببناء المدفأة ، لكن أحياناً تسمع صوتا في غرفة ثانية خرج فالبصر محدود بالجدران ، أما الصوت فيتجاوز الجدران خرج يقول لك : هناك حركة ، وإذا كان حيوان صغير قد مات تحت السرير فلا تشاهده خرج و لا تسمع صوته خرج بعد أيام تشم رائحة كريهة ، فهداك إلى مصالحك بالنظر ، وهداك إلى مصالحك بالسمع ، وهداك إلى مصالحك بالشم ، أيّ شيء له عرض ، أعراض الأمراض من رفق الله بنا خرج ولولا عرض للمرض كانت المشكلة كبيرة ، هداك إلى مصالحك ، الله جعل في العظم عصبا حسيا ، ما فائدة العصب الحسي ؟ لأنه رفيق بنا ، فإذا حدث كسر فالألم الشديد الذي لا يحتمل يجعلك تدع العظم المكسور كما هو ، وأن تدعه كما هو أربعة أخماس معالجته ، حكمة العصب الحسي في العظام حكمة كبيرة ، وحكمة أن الشعر لا يوجد به عصب حسي كبيرة ، ولو كان في بالشعر عصب حسي لاحتجت إلى مستشفي ، وإلى تخدير كامل من أجل أن تحلق شعرك .

إذًا : هو رفيق بنا ، ببنية أجسامنا ، بوظائف أجسامنا ، الإنسان يتوضأ براحة ، لكن لو وضعت ماء بارداً على ظهره فلا يحتمله ، أعصاب الحس في الأماكن المكشوفة التي تقتضي التنظيف الدائم ضعيفة جداً ، وفي الأماكن المستورة أعصاب الحس فيها قوية جداً ، لذلك توزيع أعصاب الحس فيه حكمة بالغة ، هذا المرفق لولاه كيف تأكل ؟ لابد أن ينبطح الإنسان كالهرة ليأكل ، لكن له مرفق ، وهذا المرفق يوصل الطعام إلى فمك ، وإلا ليس هناك طريق ثان .

الله رفيق في بنية أجسامنا ، في وظائف أعضائنا ، في ما حولنا ، البطيخ ينمو على الأرض ، لو كان ينمو على الأشجار قد تقتل حبة البطيخ إنساناً ، القطعة الكبيرة على الأرض ، والقطع اللطيفة على الأشجار .

إخواننا الكرام ، هذا الاسم واسع جداً ، تأكل تفاحة ، أولًا طعمها طيب ، ورائحتها طيبة ، وحجمها معتدل ، وقوامها يتناسب مع الأسنان ، وفيها فوائد ، لو كان الطعام طيبا ، وما فيه فوائد ، أو فيه فوائد والطعم كريه ، أو فيه فوائد والطعم طيب ، لكن بنيتها قاسية كالصخر ، هذه الفاكهة من لطف الله بنا ، هذا الاسم واسع جداً ، (( ... فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ )) .

تخلق بكمال الله ، والمؤمن حليم لطيف ، يألف ويؤلف ، يقدم النصيحة بلطف شديد .

لذلك هداهم الله إلى مصالحهم ، ونعمته عليهم سابغة ، وحكمته فيهم بالغة ، يحب عباده الموحدين ، ويتقبل أعمالهم الصالحة ، ويقربهم ، وينصرهم على عدوهم ، يعاملهم برحمة وإحسان ، ويدعو من خالفه إلى التوبة والغفران ، رفيق في خفاء ، يحاسب المؤمنين بفضله ورحمته ، ويحاسب المخالفين بعدله وحكمته ، ترغيبا منه في توحيده ، و حلما منه عليهم في تقصيرهم .

الله عز وجل رفيق ، هذا حديث رائع جداً : (( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) .

[ مسلم عن عائشة ]
أوضح مثلٍ : وأنت في البيت ، وأنت تربي أولادك ، حدثونا في الجامعة في علم النفس أن الأم التي ترضع ابنها بقسوة ينشأ قاسياً ، فقد تكون متعبة منه ، وهذا الوضع يجعل عند الطفل عقدة ، والبيت الذي يربى فيه الطفل بالعطف والحنان والمودة والإكرام تجد هذا الطفل متعاطفا ، والآن هناك علم اسمه علم نفس الجنين ، فقد ثبت أن الجنين يدرك أنه مرغوب فيه أو غير مرغوب فيه ، فإذا كان مرغوبا فيه حملته أمه حملا خفيفاً ، وإن لم يكن مرغوباً فيه كان حمله متعباً جداً ، فصار في علم نفس الجنين الأم التي تقرأ القرآن لها وضع خاص ، والتي تشرب الدخان وضع خاص .

لذلك أيها الإخوة ، الإنسان محاسب عن كل شيء ، لذلك ينبغي أن يتخلق بكمال الله عز وجل .

أيها الإخوة ، من معاني أن الله سبحانه وتعالى لطيف أو رفيق ، قال تعالى :



] مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [

( سورة المجادلة : الآية 7 )

الله رفيق معنا ، فثلاثة رحال جالسون الله موجود معهم ، الأربعة الله عز وجل خامسهم ، والخمسة هو سادسهم ، قال تعالى :



] وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ [

( سورة المجادلة : الآية 4 )

معكم بعلمه ، لكنه رفيق ، لكن أجمل شيء أن الله مع المؤمنين لا بعلمه فحسب ، ولكن بتوفيقه ، بل بإكرامه ، بل بحفظه ، بل بتأييده ، بل بنصره معهم ، قال تعالى :



] أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ (19) [

( سورة الأنفال ) .

وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ والدعاء الذي ذكرته قبل قليل :

(( اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ )) .

[ الترمذي عن أبي هريرة ]

والنبي عليه الصلاة والسلام خُيِّر بين زهرة الحياة الدنيا ، وبين أن يكون مع الرفيق الأعلى ، قال : بل الرفيق الأعلى .

وعلامة المؤمن أن أسعد لحظات حياته حينما يأتيه ملك الموت ، قال تعالى :



? قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ? .

( سورة يس ) .

فلذلك أيها الإخوة ، لا يكفي الإنسان أن يؤدي الصلوات أداءً شكلياً ، الدين كمال ، الدين لطف ، الدين إذا دخل أب إلى البيت كان عند أهل البيت عيدا ، لكن هناك أب إذا خرج من البيت كان الوضع عندهم عيداً ، الفرق كبير بين أن يكون العيد إذا دخلت أو إذا دخلت ، لأن المؤمن ينبغي أن يكون رفيقاً .

(( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) .

[ مسلم ]




أسماء الله الحسنى لها تطبيقات عملية للمؤمن :



أيها الإخوة الكرام ، لازلنا في اسم ( الرفيق ) ، وهذا الاسم له تطبيقات عملية ، تخص الإنسان المؤمن ، بل إن كل اسم من أسماء الله الحسنى له تطبيقات عملية تخص المؤمن .

(( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ )) .

[ متفق عليه ]
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( يَا عَائِشَةُ ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ )) .

[ مسلم ]
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ )) .

[ مسلم ]


حظُّ المؤمن من اسم ( الرفيق ) :



ما حظ المؤمن من هذا الاسم ؟

1 – الرفق بالنفس في التكاليف والعبادات :



أولا : ينبغي أن يكون الإنسان رفيقاً بنفسه ، فقد يفعل من الأعمال ما لم يحتمل تبعتها ، نفسك مطيتك إلى الله فارفق بها ، وهناك أعمال تسبب بعدًا عن الله ، وأعمال تسبب غيابا بينك وبين الله ، فارفق بنفسك ، ولا تحمّلها ما لا تطيق ، فهذا الذي يستقيم على أمر الله عز وجل ، هذا الذي يقف عند حدود الله ، هذا الذي يتقرب إلى الله يسعد نفسه بالقرب إلى الله ، أما إذا عمل أعمالاً لا ترضي الله فقد أقام باختياره وبفعل يده حجاباً بينه وبين الله ، فحمّل نفسه من آلام البعد وجفوة المعصية ما لا يطيق .

لذلك ورد في الأثر : " نفسك مطيتك فارفق بها " .

فأول حظ من حظوظ المؤمن من هذا الاسم أن استقامته على أمر الله تجعل هذه الاستقامة الطريق إلى الله سالكاً ، إذًا : هو ينعم في جنة القرب ، وفي الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، والدليل :



] وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6) [ .

( سورة محمد)

قال بعض العلماء : " مساكين أهل الدنيا ، جاؤوا إلى الدنيا ، وخرجوا منها ، ولم يذوقوا أطيب ما فيها ، إن أطيب ما في الدنيا القرب إلى الله عز وجل " ، هذه اسمها جنة القرب .

يقول بعض العلماء : " ماذا يفعل أعدائي بي ؟ بستاني في صدري ، إن أبعدوني فإبعادي سياحة ، وإن حبسوني فحبسي خلوة ، وإن قتلوني فقتلي شهادة ، فماذا يفعل أعدائي بي ؟ " .

أيها الإخوة ، الإنسان يسعد لقربه من الله ، فإذا فعل بعض المعاصي والآثام ، أو إذا قصر في بعض الحقوق كان الحجاب بينه وبين الله ، فحمّل نفسه مالا تطيق ، لذلك نفسك مطيتك فارفق بها ، هذه من ناحية ، من ناحية ثانية لو أن الإنسان حمل نفسه ، من العبادات ما لا يطيق ينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( إن هذا الدين متين ، فأوغل فيه برفق فإن المنبت ، لا أرضا قطع ، ولا ظهرا أبقى )) .

[ البزار عن جابر بسند فيه ضعف ، كما في الجامع الصغير ]
لذلك افعل من الأعمال ما تطيق :

فعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ ، قَالَ :

(( مَنْ هَذِهِ ؟ قَالَتْ : فُلَانَةُ ، تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا ، قَالَ : مَهْ ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ ، فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا ، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ )) .

[ متفق عليه ]
وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( سَدِّدُوا ، وَقَارِبُوا ، وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )) .

[ متفق عليه ]

افعل من العبادات ما تستطيع أن تستمر عليها ، أما هذا الذي يفور ، ثم يضعف ، خطه البياني صاعد صعودا حادا ، ثم يهبط هبوطاً مريعاً ، فليست هذه حكمة من عند المؤمن .

(( فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا )) .

افعلوا ما تطيقون .

(( وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )) .

فالإنسان له مجلس علم يحافظ عليه ، له أوراد يحافظ عليها ، له تلاوة قرآن يومية يحافظ عليها ، الاستمرار ينشأ عنه حالة اسمها التراكم ، تراكم العبادات ، تراكم الأذكار ، تركم التلاوات ، هذه تفعل فعلاً عجيباً ، تعمل قرباً من الله عز وجل .

لذلك أول بنود الرفق : ارفق بنفسك ، لا تحمّلها من المعاصي والآثام ما لا تطيق ، لا تجعلها في جفوة عن الله عز وجل ، ولا تحمّلها من العبادات ما لا تطيق ، عندها تكون هناك نكسة ، البطولة أن تكون العبادات مستمرة .

(( وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )) .

الغلو إما بالتفريط أو بالإفراط ، إذًا نفسك مطيتك ، فارفق بها ، هذا أول بند من تطبيقات اسم ( الرفيق ) .





الرفق في الإنفاق من تمام الرفق بالنفس :



حتى في الإنفاق ، قال تعالى :



] وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (195) [

( سورة البقرة )

من أدق تفسيرات الآية ، أنفق في سبيل الله ، لأنك إن لم تنفق تلق بنفسك في التهلكة ، وقال بعض المفسرين : أنفق في سبيل الله ، فإنك إن أنفقت مالك كله تلقِ نفسك في التهلكة ، لذلك سيدنا رسول الله ما قبِل من صحابي ماله كله ، إلا الصديق فقط ، كان يرفض أن يأخذ مال الصحابي كله .



] وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (195) [

( سورة البقرة )

تهلك إن لم تنفق ، وتهلك إن أنفقت مالك كله ، في ساعة فورة إيمان تنفق مالك كله ، فإذا أصبحت فقيراً ربما انتكست ، لذلك نفسك مطيتك فارفق بها ، هذا المعنى الأول .



2 – الرفق بالنساء :



أقرب الناس إليك زوجتك ، فلذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

(( أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم )) .

[ ورد في الأثر ]

هذه رفيقة العمر، هذه شريكة العمر ، ينبغي أن ترفق بها ، هي أقرب الناس إليك ، وهي أولى الناس بحسن معاملتك ، وما مِن إنسان كامل ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ )) .

[ متفق عليه ]

هذا رفق بالإنسان ، الإنسان بحكمة يسعد بزوجة من الدرجة الخامسة ، ومن دون حكمة ، وعن طريق العنف يشقى بزوجة من الدرجة الأولى ، لذلك أكبر عطاء إلهي الحكمة ، قال تعالى :



]وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا (269)[

( سورة البقرة)

(( أكرموا النساء ، فو الله ما أكرمهن إلا كريم ، وما أهانهن إلا لئيم )) .

[ ورد في الأثر ]

(( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ )) .

النبي الكريم يوصيك بالمرأة .

ومن أدق ما قرأت في قوله تعالى:



] وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ (19) [

( سورة النساء)

قال بعض المفسرين : " ليست المعاشرة بالمعروف أن تمتنع عن إيقاع الأذى بها ، بل أن تحتمل الأذى منها " .

هذا رفق بالإنسان ، والبيت فيه لطف ، فيه إلقاء سلام ، فيه ابتسامة :

(( كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً )) .

[ ابن عساكر عن عائشة بسند ضعيف ]

كان يقول عن النساء :

(( لا تكرهوا البنات ، فإنهن المؤنسات الغاليات )) .

[ الحاكم والطبراني عن عقبة بن عامر بسند ضعيف ]

والحب تصنعه أنت بيدك ، بابتسامه ، بإلقاء سلام ، بالتسامح ، أحياناً بالمعاونة .

عَنْ الْأَسْوَدِ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ : مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ فِي أَهْلِهِ ؟ قَالَتْ :

(( كَانَ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ ، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ )) .

[ البخاري ]

كان يكنس داره ، ويرفو ثوبه ، ويحلب شاته ، وكان في مهنة أهله ، فمعاونة الزوج برفق شيء رائع جداً ، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الخيرية في البيت ، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( خَيرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي )) .

[ الترمذي ]

يمكن لأخلاق الإنسان خارج البيت أن يكون أن تنضوي تحت مصلحته ، بالتعبير المستعمل الآن ( بيزنس ) ، لطفه وأناقته ، وسلامه وابتسامته جزء من عمله ، حتى ينتزع إعجاب الناس ، ويحقق مصالحه ، لكن في البيت لا رقابة عليه ، لذلك بطولة المؤمن أن يكون في البيت رفيقا بأهله ، محتملا لبعض الأخطاء ، وما مِن شيء يعكر الصفاء بينه وبين زوجته ، يتسامح معها ، وتتسامح معه ، قال تعالى :



] وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ (6) [

( سورة الطلاق)

بالمناسبة ، قال تعالى :



] وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا (180) [

( سورة الأعراف )

من معاني هذه الآية : أنك تتقرب إلى الله بالتخلق بكماله ، الله عز وجل رفيق يحب كل رفيق ، فمن التخلق بكمال الله أن تكون رفيقاً ، فإن كنت رفيقاً كان الرفق وسيلة إلى الدخول على الله عز وجل ، تتقرب إلى الله بالتخلق بكماله ، فإذا كان الله رفيقاً بعباده فكن رفيقاً بمن حولك ، وأقرب الناس إليك زوجتك .

السيدة عائشة مرة حدثت النبي صلى الله عليه وسلم فترة طويلة عن أبي زرع وأم زرع ، وحدثته عن شجاعته وكرمه ، وأنه كان زوجًا نموذجيا ، لكنها تأسفت أشد الأسف حينما أعلمته في النهاية أنه طلقها ، فكان عليه الصلاة والسلام رفيقا بها ، فقال لها : أنا لك كأبي زرع لأم زرع ، غير أني لا أطلقك .

هذه الزوجة مَن لها غيرك ؟ أحيانا لا يحلو للزوج إلا أن يمازح زوجته بشأن الزوجة الثانية والطلاق ، هذا ليس من مزاحاً ، بل يقيم هوة بينه وبينها ، ويجرحها ، أوقد يكسرها بهذا المزاح ، لذلك ترفّق بهذه المرأة التي جعلها الله هدية لك .

إذًا : أكرموا النساء فو الله ما أكرمهن إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم ، إنهن مؤنسات غاليات .

كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً ، وكان في مهنة أهله ، وهذا نوع من الرفق ، وكمال الإنسان يتبدى أوضح ما يتبدى في بيته ، وينبغي أن تكون بيوتات المسلمين جنة بالود ، ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان ، فلو جئت بطعام نفيس ، لو أسكنتهم بيتاً فخماً ، هم يريدون مودتك ، يريدون ابتسامة ، يريدون الحب ، والمرأة بالذات الحب يغلب عليها ، أطعمها طعاماً خشناً ، وكن لطيفاً معها أفضل ألف مرة من أن تطعمها طعاماً نفيسا ثم تقسو عليها ، والحب بيدك ، وهناك مقولات يقولها العوام ، بعد فترة يألف كل منهما صاحبه ، وينعدم الحب بينهما ، هذا كلام بخلاف ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام ، قال عليه الصلاة والسلام :

(( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة )) .

[ ورد في الأثر ]

ومن سعادة المرء أن يحب زوجته ، لأنها حليلته ، ولأنها أم أولاده ، والأمر بيدك ، الله عز وجل ما كلفنا ما نطيق ، قال تعالى :



] لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا (286) [

( سورة البقرة )

ينبغي أن تكون رفيقا بنفسك ورفيقا بزوجتك .



3 – الرفق بالأولاد :



وينبغي أن تكون رفيقاً بأولادك ، الحديث الرائع :

(( علموا ، ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف )) .

[ الجامع الصغير عن أبي هريرة بسند ضعيف ]

علم ولا تعنف ، استخدم المكافآت بدل العقوبات ، لا تقل : لو أن رحلا لم يصلِّ الصبح سوف أضربه ، هناك كلام آخر ، من صلى معي الفجر سوف أكافئه بمبلغ من المال أو بهدية ، أسلوب المكافآت رائع جداً ، اجعل العلاقة بينك وبين أولادك علاقة طيبة ، أنا لا أشك أن كل أب يحب أولاده ، لكن يقسوا عليهم اجتهادهاً ، وهذا خطأ كبير ، حتى إنهم علمونا في الجامعة في علم النفس التربوي أن الأم التي ترضع ابنها ، إن أرضعته برقة ولطف فمن نتائج هذا الإرضاع بهذه الطريقة أخلاق رضية ، أما إذا أرضعته بعنف فربما كان هذا الإرضاع هو سبب في قسوته أحياناً ، .

شيء دقيق جداً ، فلذلك :

(( علموا ، ولا تعنفوا ، فإن المعلم خير من المعنف )) .



4 – الرفق بالوالدين :



بقي الوالدان ، العطف في اللغة يفيد التجانس .

مثلا : لا تقل : اشتريت مئة دنم من الأرض وملعقة ، لا تناسب إطلاقاً ، اشتريت أرضا وبيتاً ، أو مركبة وبيتاً ، ملعقة وشوكة ، هل تصدق أن الله سبحانه وتعالى رفع بر الوالدين إلى مستوى عبادته ، قال تعالى :



] وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (23) [ .

( سورة الإسراء)

لأنه عطف الإحسان بالوالدين على عبادة رب العالمين ، فرفع البر إلى أعلى مستوى .



] وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً (23) [ .

( سورة الإسراء)

لذلك لو أن في اللغة كلمة أقلّ من كلمة أف لقالها الله عز وجل ، وإرضاء الأب والأم أحياناً في غير معصية ، الأوراق تختلف ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، والدليل :



] وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا (15) [

( سورة لقمان)

إذًا : لابد من الترفق في معاملة الوالدين ، حتى لو عصيتهما في معصية لله ينبغي أن تترفق في عدم تلبية رغبتهما لا بعنف ولا بقسوة .

أيها الإخوة ، الأب والأم كانا سبب وجودك في الحياة ، والله عز وجل خلق الإنسان :



] هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) [

( سورة الإنسان )

لكن هذا الإنسان كان عن طريق هذين الوالدين ، فلابد من بر الوالدين ، والترفق بهما ، لذلك :





] إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا (23) [

( سورة الإسراء)

الإنسان مثلا يقول : أنا عندي أربعة أولاد ، لما يتقدم في السن أين هو ساكن ؟ عنده ابنه ، كان أولاده عنده ، فأصبح عندهم ، والأب الذي سنه معتدلة بره سهل جداً ، وأحيانا يتقدم الإنسان في السن ، وبعد سن معينة يكون فيه تكلس في العقل ، وأحياناً القصة الواحدة تعاد مئة مرة ، وأحياناً هناك أشياء لا علاقة له بها بر الوالدين في سن متأخرة ، وهما عندك في البيت هذا شيء يحتاج إلى جهد كبير ، لكن هذا ا لعمل البطولي :



] إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) [

( سورة الإسراء)

أيها الإخوة ، صدقوا أن الذي يموت والداه وهما راضيان عنه يشعر بسعادة طول حياته ، لأنه أدى واجبه بالكمال والتمام ، لذلك يجب الرفق مع النفس ، ومع الزوجة ، و مع الأولاد ، والمؤمن رفيق ، لأن الله رفيق ، ولأن هذا الكمال اشتقه من الله عز وجل ، وبه يتقرب إلى الله ، وقد كاد الحليم أن يكون نبياً ، والحلم سيد الأخلاق .



5 – الرفق بالناس جميعا :



أنت موظف تحت يدك عشرة موظفين ، هؤلاء أتباعك ، وأنت موكل بهم ، تحاسبهم في تفوقهم ، وفي تقصيرهم ، لذلك الحديث الذي ينخلع القلب له يقول عليه الصلاة والسلام :

(( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا ـ مدير مدرسة ، مدير جامعة ، مدير مؤسسة ، مدير أي مكان ـ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ )) .

[ مسلم عن عائشة ]

تحت يدك عشرة أشخاص ، (( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ )) .

أحينا يحمّل المدير العام الموظفين شيئًا لا يطاق ، يطالبهم بأشياء فوق طاقاتهم ، ويمنع عنهم الإضافات ، ويحمّلهم مالا يطيقون .

بالمناسبة أيها الإخوة الكرام ، ورد في الأثر : " إذا أردت رحمتي فارحموا عبادي " .

في الامتحانات يكون مستوى السؤال في طاقة الناس جميعاً ، تجد البيوت فيها مآسٍ ، لأن المدرِّس أحيانا يرى بطولته في وضع أسئلة تعجيزية ، هذا خطأ كبير ، أو سؤال غير مدروس ، فهو غير رفيقٍ بطلابه .

أحياناً مدير عام يكلف الموظفين بعمل فوق طاقتهم فلذلك :

(( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ )) .

[ مسلم ]
أيّ مدير عام ، أيّ منصب قيادي ، ارحم هؤلاء الذين هم دونك ، كن واقعياً ، تلطف بهم .

مرة كنت في دائرة ، المدير العام قال لموظف : كيف صحتك يا بني ؟ مرتاح ؟ هل يلزمك شيء ، يا الله يمضى شهر لا ينسى المستخدم هذه الكلمات ، هذا إنسان مثلك ، فكلما تواضع الإنسان مع من حوله قدر صعوبات الحياة ، وقدر المتاعب التي يعانيها الموظف .

أحيانا يعرف المدير العام أن المعاش قليل ، ولا يكفي ، ويكلفه فوق طاقته ، وبكلام قاسٍ ، بحكم السلطة التي يملكها .

(( اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ )) .



صور من رفق سيدنا عمر بالرعية :





سيدنا عمر سأل واليا أراد أن يمتحنه ، قال له : << ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب ؟ حسب الحكم الشرعي ، قال : أقطع يده ، قال له عمر : إذًا مَن جاءني مِن رعيتك مَن هو جائع أو عاطل فسأقطع يدك ، إن الله قد استخلفني عن خلقه لنسد جوعتهم ، ونستر عورتهم ، فإن وفينا لهم ذلك تقاضيناهم شكرها ، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل ، فإذا لم تجد في الطاعة عملاً التمست في المعصية أعمالاً ، فاشغلها بالطاعة قبل أن تشغلك بالمعصية >> .

كان سيدنا عمر كلما قدم إليه والٍ من الولاة يسأله : كيف الأسعار عندكم ؟ من شدة رحمته برعيته ، وكان العلماء يسألون أتباعهم إن جاؤوا من سفر : كيف الأمطار عندكم ؟ هذه رحمة .

سيدنا عمر لما تولى الخلافة كان شديداً ، فخاف الناس من شدته ، فقال : << أيها الناس ، كنت خادم رسول الله وسيفه المسلول ، وجلواده ، وتوفي وهو عني راض ، الحمد لله على هذا كثيرا ، وأنا به أسعد ، ثم كنت خادم أبي بكر ، وسيفه المسلول ، وجلواده ، وتوفي وهو عني راض ، وأنا أحمد الله على هذا كثيراً ، وبهذا أسعد ، ثم آلت الأمور إلي ، فاعلموا أيها الناس ، أن تلك الشدة قد أضعفت ، وإنما تكون على المعصية والفجور ، أما أهل التقوى والعفاف فأنا ألْينُ لهم من أنفسهم ، وسأضع رأسي على الأرض ليطؤوه بأقدامهم ، لكم علي أيها الناس خمس خصال ، خذوني بهن ، لكم علي ألا آخذ من أموالكم شيئاً إلا بحقه ، ولا أنفقه إلا بحقه ، ولكم على ألا أجمركم في البعوث ، وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا ، ولكم علي أن أزيد عطاياكم إن شاء الله تعالى >> ، هكذا كان .

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

(( إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ )) .

[ مسلم ]


والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى الرفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أسماء الله الحسنى المُعطي
» من أسماء الله الحسنى المحسن
» من أسماء الله الحسنى الشافي
» من أسماء الله الحسنى المُبِين
» من أسماء الله الحسنى القريب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: المنتديات الاسلاميه :: أسْماءُ الله الحُسْنىَ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
مع اسمٍ من أسماء الله الحسنى  الرفيق     Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد