? ما رواه البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال دخلت الجنة أو أتيت الجنة فأبصرت قصرافقلت
لمن هذا ؟قالوا لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فلم يمنعني إلا علمي بغيرتك، فقال
عمر بن الخطاب : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وامي يانبي الله أوعليك
أغار"(2)
? .وفي رواية عن ابي هريرة " بينا انا نائم رأيتني في الجنة ... الحديث
"(3)
* وكذلك ما رواه الترمذي عن أبي بريدة قال" اصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فدعا بلالا فقال
: يا بلال بم تستبقني الى الجنة ما دخلت الجنة قط الا سمعت خشخشتك أمامي ، دخلت
البارحة فسمعت خشخشتك أمامي فأتيت على قصر مريع فقلت لمن هذا القصر قالوا لرجل من
العرب فقلت : انا عربي لمن هذا القصر ؟ قالوا لرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ( فقلت :انا محمد صلى الله عليه وسلم لمن هذا القصر ؟ فقالوا لعمر بن الخطاب"قال
الترمذي : (حديث حسن صحيح غريب ،ومعنى هذا الحديث ، أني دخلت البارحة الجنة يعني في
المنام،كأني دخلت الجنة ،وروي عن ابن عباس : رؤيا الانبياء وحي )(4)
وفي
الحديث عدة مسائل يجب الوقوف عليهما .
__________
(1)
41 ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري 9 /325 ، احمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 هـ
) ط2 ، دار المعرفة، بيروت .
(2) 42 ـ صحيح البخاري 5/2003 .
(3) 43 ـ
المصدرنفسه 3/3146 .
(4) 44 ـ سنن الترمذي 5 /282 .، ابو عيسى محمد صلى الله عليه وسلم بن عيسى الترمذي ( ت 279 هـ ) تحقيق عبد الوهاب
عبد اللطيف ، 1403 ، دار الفكر ـ بيروت .
الاولى /أن
النبي صلى الله عليه وسلم ( صرح أنه كان كثيرا ما يدخل الجنة ، وأن ما
ذكره (في هذا الحديث إنما اراد به التمثيل والاستشهاد على كثرة ما كان يرى بلالا في
الجنة ،يدل على ذلك قوله ( "ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك
أمامي"
الثانية/ أن النبي صلى الله
عليه وسلم ( قال" دخلت الجنة" ولم يقل
رأيت كأني أدخل الجنة ثم إذا سلمنا أن رؤيا الانبياء وحي كما نص على ذلك حبر الامة
فلا يبقى داع لأن ناتي بكاف التشبيه التي اوردها الترمذي في شرحه للحديث حينما قال
معنى هذا الحديث " إني دخلت البارحة الجنة" في المنام كأني دخلت الجنة " إذ لا يجوز
لنا أن نأتي بقيود لم ترد في النص تكون سببا في عدم حمله على الظاهر المصرح
به.
الثالثة/أن معنى قول الترمذي بعد ايراده للحديث بأنه (حديث حسن صحيح
غريب) حكم منه بصحة الحديث ومعنى الغرابة المذكورة هنا انفراد أحد الرواة في سلسلة
اسناده ، والتفرد مع توفر شروط صحة الرواية لا يضر بصحة الحديث مطلقا.
إذا
فبعد كل هذا يتضح لدينا بما لا يقبل الشك أن جميع صور الرؤية الممكنة لما وعد به
عباده من جنة أو نار قد حققها الله تبارك وتعالى لنبيه الكريم ( من اجل تثبيت فؤاده
عليه افضل الصلاة والسلام :
فقد أراه الله ذلك عيانا في الاسراء والمعراج ،
وأراه ذلك بقلبه وهو في الصلاة من دون أن يشاركه المؤمنون الذين كانوا يصلون معه في
تلك الرؤية ، وأراه ذلك في منامه ( كما صرح هو بذلك في الاحاديث التي سقناها قبل
قليل.
الخاتمة
في
نهاية هذا البحث البسيط أود أن اسجل اهم النتائج التي توصلت اليها
:
? إن
الاسراء والمعراج هو تكريم من الله لنبيه ( وليس دليلا على نبوته ، لأن المعجزات من
شروطها أن تكون أمام من يراد اعجازهم هذا اولا ،وثانيا إن الثمرة المرجوة من
المعجزة هي قيادة الناس الى الايمان . وكلا هذين الامرين غير متوفرين في حادثة
الاسراء والمعراج فلم تحدث أمام الناس ولا تحدى النبي صلى الله عليه وسلم ( الناس به هذا من جهة ،ومن جهة أخرى ،كانت هذه
الحادثة سببا في أن أفتتن ضعاف اليمان في إيمانهم بسببها.
? إن القران الكريم
تحدث كثيرا عما سيقع من الحوادث مما هو أقل شأنا من الاسراء والمعرج ، وبالتالي فلا
غرابة إذا ما وجدنا أن بالمكان توجيه نصوص معينة كأرهاصات بوقوع مثل هذا الامر
العظيم.
? أن هذا البحث لم يخرق إجماعا للمفسرين في هذه المسألة، الامر الذي
يشجعنا على إدامة النظر في هذه الايات التي اختلف المفسرن في توجيهها,
? إن
هذا التوجيه الذي طرحناه في هذا البحث اكثر استيعابا وانسجاما مع ماورد من أحاديث
عنه ( في هذا الباب ، فقد صرح النبي صلى
الله عليه وسلم ( بما لا يقبل الشك أنه "
ما وعدتم بشيء الا عرض علي"وهو نص في معرض الخلاف، أو قل هو من باب تفسير القرآن
بالسنة التي أرادها الله أن تكون بيانا لكتاب الله سبحانه وتعالى.
وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى اله على رسوله الامين وآله وأصحابه الطاهرين
الى يوم الدين .....آمين