منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 من أسماء الله الحسنى الشافي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

من أسماء الله الحسنى   الشافي    Empty
مُساهمةموضوع: من أسماء الله الحسنى الشافي    من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالثلاثاء أغسطس 07, 2012 10:06 pm

من أسماء الله الحسنى الشافي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .



من أسماء الله الحسنى : ( الشافي) :



أيها الأخوة الأكارم ، الاسم اليوم " الشافي " ورد هذا الاسم في الحديث الشريف الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري ومسلم والحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا عاد مريضاً يدعو له ويقول :

((اذهب البأس رب الناس ، اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً )) .

هذا الاسم أريد به العلانية ، ودلّ على كمال الوصفية ، وجاء معرف بأل .

ولكن لا بد من مقدمة كي تتضح ماذا تعني كلمة الشافي ؟.



حياتنا مفعمة بالقوانين الثابتة ولكن لحكمة بالغة حرك الله شيئين الصحة والرزق :



أيها الأخوة ، بادئ ذي بدء : الله سبحانه وتعالى قنن القوانين في الكون ، ثبت القوانين ، وكأن القانون علاقة ثابتة بين متغيرين ، ولولا القوانين ما استقرت الحياة ، ولا انتظمت الدنيا ، فخصائص المعادن ثابتة ، خصائص البذور ، دورة الأفلاك ثابتة ، أقول ولا أبالغ : مليارات القوانين ثابتة ، لمئات ملايين السنين ، يمكن أن يقال لك بحساب فلكي دقيق أن الشمس تشرق في عام ألفين و ثمانين في السادس عشر من شباط الساعة الخامسة وأربع دقائق مثلاً .

إذاً الله عز وجل ترسيخاً للنظم ، وإراحة للناس ، وتطميناً لهم ثبت القوانين ، تنشئ بناء ضخماً من الاسمنت المسلح ، لو أن الحديد غيّر صفاته لانهار البناء ، تشتري سبيكة ذهبية ، لو أن الذهب غيّر خصائصه ، لخسرت ثمنها ، تزرع بذرة معينة تنتج كما زرعت ، حياتنا مفعمة بالقوانين الثابتة ، وهذه من رحمة الله بنا ، ولكن لحكمة بالغة بالغةٍ أرادها الله حرك شيئين ، حرك الصحة ، وحرك الرزق ، قد تأتي الأمطار كثيرة وقد تشح السماء ، قد ينعم الإنسان بصحة ، وقد يفقد صحته .



تقنين الله عز وجل تقنين تأديب لا تقنين عجز :



السؤال الآن : أنه كان من الممكن أن لا يمرض الإنسان إطلاقاً ، أوضح مثل :

قد تقتني طاولة في بيتك في غرفة الضيوف ، مهمتها أن يضع الضيف عليها كأسا من الماء ، وقد يقف عليها الإنسان فتحمله ، ما معنى ذلك ؟ كأس الماء لا يزيد وزنه عن مئتي غرام ، وقد يقف عليها إنسان ، وإنسانان ، وثلاثة ، وتحملهم ، معنى ذلك أن الاحتياط فيها مئات الأضعاف ، لو كان في الإنسان لكل جهاز ألف ضعف احتياط ألغي المرض كلياً .

والدليل : أن تفجيراً نووياً كان في الصحراء في أفريقيا ، التفجير لصالح فرنسا بعد التفجير (والتفجير كما تعلمون ماحق من الضغط ، ومحرق من الحرارة) ، رؤوا عقرباً يمشي في أرض التفجير ، أجريت عليه بحوث لعشرات السنين ، تبين أن العقرب يستطيع أن يعيش من دون طعام وشراب ثلاث سنوات ، ويستطيع إذا غمسته في الماء أن يبقى حياً ثلاثة أيام ، من دون هواء ، ويتحمل من الإشعاع النووي ما يزيد ثلاثمئة ضعف ما يتحمله الإنسان ولو نقلته من حرارة الصحراء 60 فوق الصفر، إلى 10 تحت الصفر لم يتأثر ، كان من الممكن ألا يكون مرضاً على الإطلاق ، وكان من الممكن ألا يكون شح السماء على الإطلاق لأن بعض العلماء كشفوا في الفضاء الخارجي البعيد سحابة يمكن أن تملأ محيطات الأرض ستين مرة كل يوم بالمياه العذبة ، فإذا قنن الله الأمطار فالتقنين تقنين تأديب لا تقنين عجز .



? وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ? .

( سورة الحجر ) .



الإنسان حينما يغفل عن الله يدفع ثمن أخطائه باهظة و يؤدبه الله في الدنيا قبل الآخرة :



إذاً كان من الممكن أن لا يكون هناك مرض إطلاقاً ، وكان من الممكن ألا يكون نقص في الرزق إطلاقاً ، ولكن شاءت حكمة الله أن يكون هناك تقنين رزق ، وأن يكون هناك تأخر صحة ، ولعل الصحة والرزق ، والإنسان حريص على صحته ، وعلى رزقه حرصاً لا حدود له ، لعل في هذا تأديباً لنا ، لماذا ؟ لأن الإنسان خُلق لجنة عرضها السموات والأرض وجيء به إلى الدنيا ليدفع ثمن الجنة ، جيء به إلى الدنيا ليعبد الله ، جيء به إلى الدنيا ليتحرك لمنهج الله ، ما أودع الله فيه شهوة إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، ليس في الإسلام حرمان ، ولكن في الإسلام تنظيم .

الإنسان حينما يغفل عن الله ، ويتحرك بدوافع شهواته ، بعيداً عن منهج الله ، يقع في شر عمله ، يدفع ثمن أخطائه باهظة ، ولأن الله رب العالمين ، ولأنه خلقه لجنة عرضها السموات والأرض ، يؤدبه في الدنيا ، هو رب .

سأوضح معنى كلمة رب : قد تكون مدير لمؤسسة ، وتعين موظفاً ، وتشترط عليه التجريب لستة أشهر ، أنت كمدير مؤسسة ، وعندك موظف مهمتك في هذا الوقت أن تحصي عليه أخطاءه ، فإذا تفاقمت اعتذرت عن تعيينه في المؤسسة ، لو أن ابنك في المؤسسة كلما أخطأ نبهته ، كان موقفك إحصاء أخطاء صار الموقف مع ابنك تقويم أخطاء .



الله عز وجل رحيم بعباده فإذا أخطؤوا يؤدبهم إما برزقهم أو بصحتهم :



لأن الله رحمن رحيم ، ولأن الله رب العالمين ، فإذا أخطأ العبد أدبه ، أدبه إما بصحته ، أو أدبه برزقه :



? وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ ? .

( سورة الأعراف الآية : 96 ) .





? وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا * لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ? .

( سورة الجن ) .

الآيات واضحة جداً .



? وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ? .

( سورة المائدة الآية : 66 ) .

إذاً الله عز وجل يؤدب عباده بتقنين الرزق ، قد يُحرم المرء بعض الرزق بالمعصية .

وفي موضوع يعالج في وقت آخر إن شاء الله كيف يزداد الرزق ؟ يزداد بالاستغفار ، بإقامة الصلوات ، بصلة الرحم ، بالتصدق ، بالأمانة ... إلخ .



المرض أحد أكبر أسباب تربية الإنسان :



أيها الأخوة ، إذاً كان من الممكن أن نمرض ، لو أن الله سبحانه وتعالى جعل في كل جهاز من أجهزتنا ، وفي كل عضو من أعضائنا احتياطات كبيرة جداً ، الطاولة في البيت تُستخدم لوضع كأس ماء ، وقد يقف عليها إنسان وزنه ثمانين كيلو ، وتحمله ، إذاً كأس الماء مئتي غرام وزن الإنسان 80 كغ ، كم احتياط يوجد ؟ ثلاثمئة احتياط ، لو أن كل عضو في جسم الإنسان أخذ هذا الاحتياط الكبير ألغي المرض إطلاقاً ، ولكن الله سبحانه وتعالى شاء لنا أن نمرض ليكون المرض أحد أكبر أسباب تربية الإنسان ، لأن الإنسان بحسب فطرته حريص على وجوده وعلى رزقه .



خلق الله كامل كمالاً مطلقاً ولكن أخطاء الإنسان تؤدي به إلى المرض :



أيها الأخوة ، الآن يوجد إشارة ثانية في القرآن دقيقة جداً ، متعلقة باسم " الشافي" قال تعالى :



? الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ? .

( سورة الشعراء )

دقق في السياق : ? الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ? الآية الثالثة بحسب السياق وإذا أمرضني فهو يشفيني ، لا ، قال :



? وَإِذَا مَرِضْتُ ? .

( سورة الشعراء الآية : 80 ) .

عُزي المرض إلى الإنسان ، بمعنى أن خلق الله كامل كمالاً مطلقاً ، ولكن أخطاء الإنسان قد تكون أخطاء فردية ، وقد تكون أخطاء في العصر ، في عصر الضجيج ، في عصر التلوث ، في عصر تغيير خلق الله ، معظم حياتنا فيها تغيير لخلق الله , نريد أن ينمو هذا الفروج إلى كغ بأربعين يوماً ، يجب ألا ينام ، هذا وضع غير طبيعي .

نريد أن نطعم البقر طحين الجيف ، فجن البقر واضطر الإنسان أن يحرق ثلاثين مليون بقرة ، ثمنها ثلاثة وثلاثين مليار جنيه إسترليني ، وما جنون البقر إلا من جنون البشر لما نغير خلق الله عز وجل .

لما ننام في النهار ونسهر في الليل ، هذا بخلاف منهج الله عز وجل ، لما نحاول أن نأكل كل شيء بكل الأوقات عن طريق زراعة محمية هذه لها أخطار ، طبيعة حياتنا فيها أخطار كبيرة جداً ، عندما نحاول أن نحفظ الطعام بمعلبات نضع مادة مضادة للفساد بنزوات الصوديوم ، والمادة مسرطنة .

عندما استخدمنا المبيدات الكيماوية رفعت ملوحة التربة ، لما استخدمنا الأدوية الكيماوية أيضاً ، الدواء الكيماوي يحل مشكلة من جهة ويخلق مشكلة من جهة ثانية ، هناك تغيير بخلق الله ، أكثر ما يعانيه الناس من الأمراض من التلوث ، من استخدام المبيدات ، من استخدام الأسمدة الكيماوية ، من استخدام مشتقات البترولية ، والآن الخبر الأول في العالم ارتفاع الحرارة ، الاحتباس الحراري بسبب ثاني أوكسيد الكربون .



من طبق القواعد الصحية التي جاءت بها رسالات الأنبياء تمتع بصحة جيدة طوال حياته :



إذاً المرض يعزى إلى الإنسان ، الخطأ من الإنسان ، لو تصورنا أن الإنسان اتبع القواعد الصحية التي جاءت بها رسالات الأنبياء ، لقلّ المرض إلا أن يكون قضاءً وقدراً أقول كلاماً دقيقاً ، أحياناً يأتي المرض قضاء وقدر، لكن في الأعم الأغلب يكون المرض عقب تقصير في تطبيق التعليمات التي جاء بها النبي عليه الصلاة والسلام .

هناك مستشفى بألمانيا كتب عليها : نحن قوم لا نأكل حتى نجوع ، وإذا أكلنا لا نشبع عن محمد بن عبد الله ، هذا الكلام يعد كلاماً أساسياً في الطب الوقائي ، نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع .

إذاً لو أن الإنسان طبق التعليمات لتمتع بصحة جيدة طوال حياته ، وقد تلاحظ أحياناً إنسان يحرص على تطبيق التعليمات الصحية حرصاً بالغاً في الأعم الأغلب يتمتع بصحة عالية جداً .

وكان هذا العالم الجليل الذي رؤي في الثالثة والتسعين ، وكان منتصب القامة ، حاد البصر، مرهف السمع ، إذا سُئل يل سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟! يقول : يا بني حفظناها في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقياً عاش قوياً



الله عز وجل ثبت أشياء استقراراً للنظام وحرك شيئين تأديباً لنا :



إذاً الله عز وجل ثبت أشياء استقراراً للنظام ، وحرك شيئين ، حرك الرزق وحرك الصحة ، ليكون هذا التحريك أداة تأديب لنا .

? وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ? .

( سورة البقرة ) .



ها هو التأديب ، وهذه هي التربية . فلذلك :



? وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ? .

( سورة الشورى ) .

(( ما من عثرة ، ولا اختلاج عرق ، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم ، وما يغفر الله أكثر )) .

[ أخرجه ابن عساكر عن البراء ]





الله عز وجل خلق لكل إنسان جهاز مناعة قوامه الكريات البيضاء و فِرقه هي :



1 ـ فرقة الاستطلاع :

لكن لو دخلنا في تفاصيل اسم "الشافي" من الزاوية العلمية ، الله عز وجل وضع فينا جهاز المناعة ، وجهاز المناعة يكاد يكون جيشاً بكل ما في هذه الكلمة من معنى ، قوام هذا الجيش الكريات البيضاء ، هذه الكريات مجموعة فرق ، هناك فرقة الاستطلاع ، فرقة معلومات استخبارات ، أو اسمها في بعض الجيوش الاستطلاع ، مهمتها معلوماتية فقط فإذا دخل إلى الجسم جرثوم تتجه كريات بيضاء من فرقة الاستخبارات ، تقترب من هذا الجرثوم تأخذ شفرته الكيماوية وتعود لا تقاتله ، إلا أنها تستكشف خصائصه (شفرته الكيماوية) وتذهب إلى مؤسسة معامل الدفاع .

2 ـ فرقة تصنيع السلاح :

فرقة ثانية مهمتها تصنيع السلاح ، متواجدة في العقد اللمفاوية ، فالكريات البيضاء من فرقة الاستطلاع ، تأخذ شفرة الجرثوم الكيماوية وتتجه إلى العقد اللمفاوية ، في العقد يصنع المصل المضاد للجرثوم ، لكن أعظم ما في الفرقة الثانية تصنيع المصول .

قد نعطي الطفل مثلا لقاح الكوليرا ، يعني جرثوم مضعف ، فكما هي العادة الكرات البيضاء الاستطلاعية تأخذ شفرته الكيماوية وتذهب إلى العقد اللمفاوية في فرقة تصنيع المصل ، وتعطى الشفرة ، وتصنع المصول المضادة لهذا الجرثوم ، وتحفظ في ذاكرة هذه الفرقة ، فإذا عاد الجرثوم بعد سبعين عاماً الملف جاهز .

لذلك لولا ذاكرة فرقة تصنيع المصول لما كان من معنى إطلاقاً للقاحات في الأرض ، لا قيمة للقاحات أساساً من دون ذاكرة مودعة في فرقة تصنيع المصول .

3 ـ فرقة المقاتلين :

الفرقة الثالثة فرقة المقاتلين ، هذه الفرقة مهمتها أن تأخذ المصل المضاد وتتجه إلى الجرثوم ، وتجري معركة بين الكريات البيضاء المقاتلة (هذه الفرقة الثالثة) ، وبين الجرثوم .

4 ـ فرقة التنظيف :

أحياناً الإنسان يرى ورما خفيفاً ، ثم بقعة بيضاء من القيح ، هذه نتائج المعركة معركة تجري في الجسم بين الكريات البيضاء المقاتلة وبين الجراثيم ، فإذا حُسمت المعركة لصالح الكريات البيضاء ، في فرقة الخدمات ، تنظف أرض المعركة ، وتزيل آثار العدوان .

5 ـ فرقة المغاوير :

اكتشف بعض العلماء فرقة خامسة اكتشفها في عام 1967م " اسمها فرقة المغاوير " بالتعبير الأجنبي كومندوس ، هذه الفرقة تستطيع أن تكتشف الخلية السرطانية في وقت مبكر جداً وتلتهما .



الشدة النفسية سببها ضعف التوحيد :



ثبت أن كل إنسان في دمه ملايين الخلايا السرطانية ، لكنها غير مفعلة عليها قامع يقمعها ، يمنع تفعيلها ، فإذا ذهب القامع عن بعضها الفرقة الخامسة المغاوير تكتشف هذه الخلية السرطانية فتلتهما ، وينجو الإنسان من الورم الخبيث .

قال : هذا القامع ما الذي يفكه ؟ الشدة النفسية ، الخوف ، القلق ، الحقد ، لذلك قال تعالى :

? قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ ? .

( سورة آل عمران الآية : 119 ) .

الغيظ مميت ، الآن المرض الأول في العالم الشدة النفسية ، خوف ، تهديد قد يكون سلامة لكن ما في أمن .

لذلك قالوا : أنت من خوف المرض في مرض ، يعني أحياناً تأتي أمراض القلب من خوف مرض قلب ، أنت من خوف المرض في مرض ، ومن خوف الفقر في فقر وتوقع المصيبة مصيبة أكبر منها ، أنت من خوف التهديد في مرض ، من خوف شبح الحصار الاقتصادي في مرض ، من خوف شبح الاجتياح في مرض ، هذه كلها أمراض الإنسان الآن يتحمل من الضغوط ما لا يحتمله إنسان في عصور سابقة .

لذلك : ما في حل إلا التوحيد ، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، ما في حل إلا أن ترى أمرك بيد الله ، وأن الذي خلقك لن يسلمك إلى أحد غيره .



? وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ? .

( سورة هود الآية : 123 ) .





ارتفاع نسبة السرطان في عصرنا إما لضعف في نفوسنا أو ضعف في إيماننا :



ما لم توقن أن أمرك وسلامتك وأهلك وأولادك ورزقك وصحتك بيد الله ، وأنك إذا كنت مع الله كان الله معك ، وإذا عبدت الله أنشأ الله لك حقاً عليه ألا يعذبك ، هذه المعاني الناس في أمس الحاجة إليها ، قال تعالى :



? فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ? .

( سورة الأنعام ) .

الفرقة الخامسة إذاً فرقة مغاوير ، ما الذي يفك القامع ؟ الشدة النفسية ، والإشعاع النووي ، وصول مشتقات البترول إلى جوف الإنسان ، هذا الذي يغسل المحركات بالبنزين إذا أكل بيديه قل أن يغسلهما جيداً عنده احتمال وصول المشتقات إلى جوفه ، وهذه تسبب الأورام .

وشيء آخر كما قال العلماء : التوسع في استخدام البلاستيك ، البلاستيك يجب أن نبتعد عن استعماله مع الحرارة الشديدة ، أو مع المواد الحامضة ، أو أن يدخل إلى جوفنا بعض منه عن طريق التيفال ، وعاء تيفال بعد سنتين يصبح حديداً ، المادة أين ذهبت ؟ أكلناها ، فمشتقات البترول ، والتوسع في استخدام البلاستيك ، والإشعاع النووي والشدة النفسية ، تفك القامع .

لذلك ارتفاع نسبة السرطان أصبحت إلى عشرة أمثال ، لخطأ في عصرنا ، أو ضعف في نفوسنا ، أو ضعف في إيماننا ، هذه حقيقة أيها الأخوة .



جهاز المناعة جيش يقويه الأمن والحب والود و يضعفه الخوف والقلق والحقد :



الآن في غدة اسمها " التايموس " اكتشفت أخيراً أنها غدة لا وظيفة لها هكذا قال الأطباء ، ثم اكتشف أنها أخطر غدة في جسم الإنسان ، قال هذه مدرسة حربية ، تدخلها الكريات البيضاء وتبقى فيها سنتين ، تتعلم من هو الصديق ، ومن هو العدو ، كريه بيضاء معها سلاح خطير ، الكريه المحاربة الفرقة الثالثة ، هذه سموها الخلية التائية الهمجية جاهلة تدخل في هذه الغدة وتبقى سنتين ، لما كُبّرت مئات المرات بدت وكأنها مدرج روماني ، وهذه الخلايا التائية الهمجية كأنهم طلاب علم ، تبقى الخلية التائية الهمجية سنتين وبعدها تمتحن هناك مخرجان امتحانيان ، الأول تعطى هذه الكريه الممتحنة عنصراً صديقاً فإذا قتلته ترسب وتقتل ، وإذا لم تقتله تنجح وتتخرج ، ثم تمتحن امتحاناً آخر تعطى عنصراً عدواً فإذا لم تقتله ترسب وتقتل ، وإذا قتلته تنجح وتتخرج .

قال بعد سنتين تضمر هذه الغدة ضموراً كلياً ، الأمر الذي جعل بعض الأطباء أن يقولوا لا وظيفة لها ، تبين أن الجيل المتخرج يتولى إلى نهاية الحياة تعليم الأجيال الصاعدة فصار أول جيل تخرج من هذه الكلية الحربية ، يتولى تعليم الأجيال الصاعدة ، لكن بعد الستين أو السبعين يضعف التعليم ، مع ضعف التعليم ينشأ شيء اسمه " الخرف المناعي" منها التهاب المفاصل الرثوي ، منها سبعة أمراض تقريباً ، يعني ما معنى التهاب مفاصل ؟ يعني ضعف التعليم ، صار العنصر القوي الكرية البيضاء تقتل الصديق ، أي أصبح حرباً أهلية ، فالتهاب المفاصل الرثوي نتيجة حرب أهلية داخل الجسم .

أيها الأخوة ، جهاز المناعة هذا الجهاز يؤكد اسم " الشافي " جيش بكل معاني هذه الكلمة ، هذا الجيش يقويه الأمن والحب والود ، يضعفه الخوف والقلق والحقد .





أيها الأخوة الكرام ، لازلنا في اسم " الشافي " ، فالنبي عليه الصلاة و السلام كان إذا عاد مريضاً يقول له : (( اذهب البأس رب الناس ، اشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً )) .



العلامات من تمام رحمة الله بنا :



الحقيقة أن الله سبحانه و تعالى جلّت حكمته لولا أن جعل للأمراض أعراضاً لما أمكن الشفاء منها ، و قال تعالى :

? وَعَلامَاتٍ ? .

( سورة النجم الآية : 16 ) .

هذه آية واسعة جداً ، لولا الأعراض لما اهتدى الإنسان إلى مرضه .

لذلك تعد أخطر الأمراض الآن الأمراض التي لا أعراض لها ، كالأورام أحياناً فلذلك رحمنا الله عز وجل أن للأمراض أعراضاً ، و هذا طريق إلى الشفاء منها ، و هذه واحدة .

لو توسعنا قليلاً في فهم العلامات ، نضج الفواكه لها علامات ، وأي شيء في الأرض له علامات ، وأي حدث في الأرض له علامات ، فالعلامات من تمام رحمة الله بنا .



التوحد في بنية الإنسان التشريحية :



شيء آخر : الإنسان له بنية موحدة ، أي إنسان في أي زمان و مكان بنيته التشريحية واحدة ، فقد يدرس الطبيب الطب في أمريكا ، و يعالج المرضي في الصين ، مكان الشريان ، مكان العصب ، بنية الأجهزة ، البنية التشريحية للإنسان في أدق أدق التفاصيل واحدة ، أماكن الأوعية ، أماكن الأعصاب ، أماكن الأجهزة ، النسج كلها موحدة و لولا هذا التوحد في بنية الإنسان التشريحية لما أمكن أن نتابع الطب في بلد ، وأن نعالج المرضى في بلد ، وأن نصنع الدواء في بلد ، وأن نستخدمه في بلد ، هذا كله ينضوي تحت اسم "الشافي " .



التئام النسج من آيات الله الدالة على عظمته :



شيء آخر : ثبات قوانين الجسم ، الجسم له قوانين دقيقة جداً ، فلولا هذا التوحد في الخلق لما أمكن أن يكون الشفاء للإنسان .

ذلك لأن الله سبحانه وتعالى كما بينت في لقاء سابق أن هذا المرض أحد الوسائل التي تكون ناجعة في تأديب الإنسان ، وفي تربيته ، وفي تقريبه من الله عز وجل .

شيء آخر : هناك قوانين دقيقة في الجسم ، هذه القوانين أساسها أن النسج تلتئم إذا تمزقت ، من قنن هذا القانون أن النسيج يلتئم إذا تمزق أحياناً ؟ ذلك أن بعض النسج في جسم الإنسان التي تؤكد عفة الفتاة لا تلتئم أبداً ، فالتئام النسج من رحمة الله بنا ، يكون الجرح يأتي الطبيب ويخيط هذا الجرح بعد حين يلتئم الجرح ، جميع النسج تلتئم بسبب أن الله قنن هذا القانون فهو " الشافي " .

العظم يلتئم ، الخلية العظمية قد تنام ستين عاماً ، فإذا صار كسر تستيقظ هذه الخلايا وتلتئم ، ما دور الطبيب العظمي ؟ يضع العظمة على العظمة فقط ، وانتهى دوره ، و تأتي هذه الخلايا ويستيقظ و تسهم في التئام الجروح و الكسور .

قضايا دقيقة جداً ، ولقطات مؤثرة جداً نكتشفها حينما نقول أن الله سبحانه وتعالى هو " الشافي " فالتئام النسج من آيات الله الدالة على عظمته ، ألا يوجد إنسان عنده مركبة وتصاب بكسر في بعض أجزائها ، يقول لك الخبير في إصلاحها : دعها تلتئم وحدها ، هذا لا يكون في عالم المعادن إطلاقاً ، أما في عالم خلق الإنسان ، ولأن الله هو " الشافي " النسج تلتئم .



القوانين التي أودعها الله في الإنسان كلها تؤكد اسم الشافي :



الذي يلفت النظر كما قلت قبل قليل : أن بعض النسج لا يلتئم أبداً ، لأن تمزقها دليل ، ولا يمكن أن يلغى هذا التمزق .

هناك أشياء كثيرة نستفيدها من اسم " الشافي " مثلاً : الاحتياط الذي جعله الله في بعض الأجهزة ، الكلية مثلاً فيها احتياط كبير ، يستطيع الإنسان أن يعيش بكلية واحدة والثانية احتياط كبير ، أنا أتمنى الإنسان حينما يدرس الطب يدرسه في ضوء الإيمان ، يجد أن هذه القوانين التي أودعها الله في الإنسان كلها تؤكد اسم " الشافي " .

من قال إن القلب إذا أردنا إصلاحه بعلمية جراحة و أوقفناه عن طريق التبريد و بعد انتهاء العملية يعطى القلب صعقة فيعود و يعمل ، لو أن القلب إذا توقف لا يعمل انتهى العمل الجراحي كله ، انتهي كل شيء اسمه عمليات القلب المفتوح ، عمليات القلب المفتوح لولا أن الله أعطى القلب هذا القانون أنه إذا توقف أو إذا أوقف بفعل التبريد فالله سبحانه و تعالى سمح له أن يعمل بعد أن تأتيه صعقة كهربائية ، لولا هذه القاعدة لألغي الطب في شأن جراحة القلب .



من تفكر في خلق السماوات و الأرض وصل إلى الله سبحانه و تعالى :



إذاً لو أردت أن تتفكر في خلق السماوات و الأرض لرأيت اسم " الشافي " واضحاً جداً في كل قانون قننه الله عز وجل ، و في كل نسيج صممه الله عز وجل ، و في كل خصيصة لأي عضو من أعضاء الجسم أودع الله فيه هذه الخاصة .

يعني أحياناً يقول طبيب قلب جراح : إن في القلب شرياناً يبدو أنه لا فائدة منه لكن حينما تسد بعض الشرايين يؤخذ هذا الشريان وهو من أمتن الأوعية ، ويوضع مكان الشريان التالف ، وكأن الله سبحانه و تعالى و ضع في جسم الإنسان بعض قطع الغيار ، و هذا من تمام خلق الله عز وجل ، تؤخذ بعض الشرايين من مكان وتوضع في مكان ، و حتى في الهيكل العظمي هناك أجزاء يمكن أن تستخدم كقطع غيار ، هذا الخلق الدقيق العظيم .



? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? .

( سورة التين ) .

قال تعالى :

? وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ? .

( سورة الذاريات ) .

الإنسان لو تفكر في خلق السماوات و الأرض و صل إلى الله ، وصل إلى الله معظماً ، مكبراً ، خاشعاً ، فإذا تفكر في جسمه فهو أقرب شيء إليه .



من رحمة الله بالإنسان أنه جعل لكل داء دواء :



والله يا أيها الأخوة ، لو أمضينا العمر كله في التدقيق في عجائب خلق الله في الإنسان لما اكتفى العمر للتفكر في خلق الإنسان ، والآية واضحة : ? لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ? .

أحياناً من الذي جعل هذا الدواء يفعل فعله ؟ يعني الدواء من رحمة الله بنا أنه جعل لكل داء دواء ، والنبي عليه الصلاة والسلام حينما قال :

(( لكل داء دواء )) .

[حديث صحيح رواه مسلم والإمام أحمد عن جابر]

هذا الحديث إذا قرأه إنسان مريض بماذا يشعر ؟ يمتلئ قلبه أملاً بالشفاء و إلهنا وربنا من خلال نبيه ورسوله يقول : (( لكل داء دواء )) ، ولو سمع هذا الحديث طبيب ماذا يفعل ؟ يجب أن يجتهد و يبحث عن الدواء ، فإذا سمع هذا الحديث المريض امتلأ قلبه أملاً بالشفاء ، وإذا سمع الطبيب هذا الحديث شعر بتقصيره حينما لا يجد لهذا الداء دواء ، وقد خلق الله لكل داء دواء .



حرص الإنسان على سلامة وجوده تقتضي أن يطبق تعليمات الصانع :



كما ذكرت من قبل الله عزّ وجل من خلال صحتنا يربينا ، يقربنا إليه ، الإنسان كما تعلمون حريصاً على وجوده ، وعلى سلامة وجوده ، وعلى استمرار وجوده ، وعلى كمال وجوده ، و قد بينت من قبل أن حرص الإنسان على وجوده يقتضي أن يحمي نفسه من الأخطار ، وأن حرصه على سلامة وجوده يقتضي أن يطبق تعليمات الصانع ، و أن حرص الإنسان على كمال وجوده يقتضي أن يقترب من الله عز وجل حتى يسعد بقربه ، وأن حرص الإنسان على استمرار وجوده يعني أن يربي أولاده ليكونوا استمراراً له بعد موته ، و الله عز وجل حينما برمج الإنسان وفطره على حبّ وجوده ، وعلى حبّ كمال وجوده ، وعلى حبّ سلامة وجوده ، وعلى حبّ استمرار وجوده ، من أجل أن يكون الإنسان في أعلى درجة من السلامة والسعادة .



الطبيب المؤمن حينما يرى من آيات الله في خلق الإنسان يكاد يذوب خشوعاَ لله :



أيها الأخوة حدثني بعض الأخوة الأطباء : أنه أحياناً إذا سدّ شريان في القلب تنمو مجموعة شُريانات في مجموع أقطارها تساوي الشريان المسدود ، و أنت لا تشعر ، يوجد بالجسم آلية الشفاء الذاتي ، فحينما يضعف عضو ينمو عضو آخر ، حينما يضيق شريان ينمو شريان آخر ، و هذا من آيات الله الدالة على عظمته ، و الطبيب المؤمن حينما يرى من آيات الله في خلق الإنسان يكاد يذوب خشوعاَ لله عز وجل .

شيء آخر : الكبد مثلاً ، الكبد يقوم بمئات الوظائف ، كل خلية من خلايا الكبد تقوم بكل وظائفه ، فلو تشمع الكبد وصل إلى ثلثي الكبد ، بل إلى أربعة أخماس الكبد وجاء الطبيب الجراح واستأصل أربعة أخماس الكبد ، الكبد يعيد بناء ذاته في ستة عشر أسبوعاً ، ذلك لأن كل خلية في الكبد تقوم بكل وظائف الكبد ، ولو تعطل كبد الإنسان لكان الموت محققاً لأنه المخبر ، والمعمل الكيماوي في الجسم .

إخوتنا الكرام ، التفكر في خلق السماوات و الأرض أقصر طريق إلى الله و أوسع باب ندخل منه على الله ، وأنت حينما تتعرف إلى أسماء الله الحسنى ، تقول " الشافي " الشافي جسمك مصمم للشفاء ، الأمراض لها أعراض ، البنية التشريحية للإنسان واحدة بشكل عجيب ، الإنسان له شكل .



الله عز وجل منح الإنسان أحد صفاته وهي الفردية لكرامته عند الله :



يقول بعض العارفين بالله : والله يا رب لو تشابهت ورقتا زيتون لما سميت الواسع ، يوجد بالأرض ستة آلاف مليون إنسان لا يوجد إنسان يشبه الآخر ، الإنسان فرد ، وقد منح الله جلّ جلاله الإنسان أحد صفاته وهي الفردية لأن الإنسان كريم عليه ، لكرامة الإنسان عند الله ، فالإنسان فرد في شكل وجهه ، وفي قوامه ، و في نمط حركته ، فرد في قزحية عينه ، لا يوجد قزحية عين في الأرض تشبه قزحية عين الآخر ، حتى إن بعض البلدان الآن تأخذ صورة قزحية العين وتضعها على الجواز ، ولا يمكن لهذا الجواز أن يزور ، بل إن بعض الأقفال التي صنعت لا تفتح إلا على قزحية العين ، ومعنى ذلك أن هذا القفل لا يفتح إلا من خلال صاحبه ، فقزحية العين هوية للإنسان .

رائحة جلده هوية له ، لا يوجد إنسان له رائحة جلد تشبه رائحة جلد إنسان آخر و على هذا الأساس يبنى عمل الكلاب البوليسية ، ولولا أن الإنسان يتميز برائحة خاصة لما استطعنا أن نستخدم الكلاب البوليسية التي تملك من حاسة الشم مليون ضعف عن حاسة شم الإنسان .

ونبرة الصوت هوية لك ، لا يوجد إنسان في الأرض تشبه نبرة صوته نبرة صوتك وهذا نستخدمه في الهاتف ، فلان تعرفه من نبرة صوته .

الآن بلازما الدم ، الزمرة النسيجية غير الزمرة الدموية ، لكل إنسان زمرته النسيجية ، هذا من تكريم الله للإنسان جعله فرداً ، فرد في قزحية عينه ، وفرد في شكل وجه ، وفرد في قوامه ، وفرد في رائحة جلده ، وفرد في نبرة صوته ، وفرد في زمرته النسيجية وفرد في بلازما الدم ، وفرد في بصمته ، واكتشف أخيراً أنه فرد بالنطفة التي يملكها ، لكل نطفة علامة يتميز بها ، عند الزوجة جهاز لاستقبال هذه العلامة ، فما دامت هذه العلامة تأتيها تباعاً فهذا زوجها ، فإذا جاءت علامة أخرى فهذا مؤشر لوجود مرض في الرحم إلا أن المرأة قادرة على أن تستقبل علامة أخرى بعد أربعة أشهر أي العدة .



الإنسان فرد متميز لا أحد يشبهه فالله عز وجل واحد و واسع :



إذاً أيها الأخوة الإنسان فرد ، أما من أجل أن نفهم اسم " الشافي " الآن هناك مفارقة ، هو فرد متميز لا أحد يشبهه ، وفي الوقت نفسه ستة آلاف مليون البنية التشريحية واحدة ، مكان الشريان ، مكان العصب ، لولا أن الأعصاب لها أماكن محددة جداًً أي عملية جراحية في الوجه تعني الشلل أحياناً ، لكن معروف العصب هنا مكانه ، الطبيب الجراح عنده مهارة فائقة في معرفة أماكن الأعصاب ، وأماكن الأوعية والشرايين .

إذاً البنية التشريحية الواحدة تؤكد اسم " الشافي " .

الآن الوظائف الفيزيولوجية في الإنسان تؤكد اسم " الشافي " ، الآن استجابة الجسم للدواء ، الجسم عضو نبيل يستجيب للدواء إذاً الله شافٍ ، ما أوقع المرض فينا إلا أن يكون المرض أداة قرب من الله عز وجل و يأتي بعده الشفاء ، فالله عز وجل شافٍ ، أي هذه الأدوية من صمم هذه العشبة لتهدئة القلب ، هناك أدوية مبطئة للنظم ، هناك أدوية موسعة للشرايين ، هناك أدوية مقوية لعضلة القلب ، هناك أدوية تعطي الإنسان راحة نفسية ، هناك أدوية مهدئة ، هناك أدوية مسكنة ، أي علم الأدوية علم قائم بذاته .

إذاً اسم " الشافي " تراه من وحدة الإنسان في بنيته التشريحية ، ومن وحدة الإنسان في وظائفه الفيزيولوجية ، بينما لكل إنسان هوية ، هذا شيء دقيق جداً ، أي وحدة تشابه البنية التشريحية ، والوظائف الفيزيولوجية في الإنسان تؤكد أن الله واحد ، أن الخالق واحد ، وأما التفاوت في شكل الإنسان ، وفي خصائصه ، وفي هوياته ، تؤكد اسم " الواسع " فالله واحد و واسع .



الله عز وجل قنن القوانين ليكون هناك أمل في شفاء الأمراض :



أيها الأخوة الكرام ، الدم له خصائص مذهلة ، يوضع هذا الدم في بنك باسم صاحبه ، بعد سنوات ، بعد عشر سنوات إذا تورمت بعض الخلايا أو تعطلت بعض الخلايا في مكان ، يوضع هذا الدم في المكان نفسه ، فإذا به يتشكل من الخلايا التالفة ، يعني إذا تعطلت خلايا نقي العظام المصنعة لكريات الدم الحمراء ، يوضع هذا الدم في نقي العظام ، وهذا الموضوع يمثل الخلايا الجذعية ، من أحدث الموضوعات ، أي مكان عندما استأصلنا بعض النسج وضعنا الدم مع الاستئصال تنمو خلايا من جنس الخلايا المحيطة بهذا الدم ، وهذا الدم له ثمن باهظ جداً ، والآن هناك بنوك للخلايا الجذعية .

إذاً الله عز وجل هو " الشافي " أي كل جهود الأطباء لولا أن الله قنن هذه القوانين ، أعطى هذه الخصائص لما كان من أمل في شفاء الأمراض . إذاً الله عز وجل هو " الشافي " .



تقدم علم الطب نتيجة كرامة الإنسان عند الله :



لذلك الحديث :

(( إن لكل داء دواء )) .

[حديث صحيح رواه مسلم والإمام أحمد عن جابر]

يقرأ هذا الحديث المريض فيمتلئ ثقة بالشفاء ، يقرأ هذا الحديث الطبيب فيشعر بالتقصير تجاه البشر ، ينبغي أن نبحث عن شفاء لهذا المرض ، الآن فإذا أصيب دواء الداء معنى الطبيب حينما يصيب في تشخيص الداء قطع نصف المرحلة ، فإذا أصيب دواء الداء قال برئ بإذن الله .

الطبيب له مهمتان ، المهمة الأولى : أن يصيب في تشخيص الداء ، وأن يصيب في وصف الدواء ، فإذا جاء التشخيص صحيحاً ، وجاء الدواء مناسباً برئ ، ولكن بإذن الله .

لذلك قال عليه الصلاة والسلام :

(( داووا مرضاكم بالصدقة )) .

[ رواه الطبراني عن عبد الله بن مسعود]

أولاً أعطاك ثوابت ، أعطاك بنى تشريحية واحدة ، أعطاك وظائف فزيولوجية ، أعطاك أدوية لها فعل في الأمراض ، وهيأ أطباء ، والأطباء من رحمة الله بالإنسان ، و أنا أقول دائما أيها الأخوة إن تقدم علم الطب لكرامة الإنسان عند الله ، لأن الله هو الشافي إلا أن مرض الموت لا شفاء له ، هذا المرض لأنه بوابة الخروج ، الإنسان كيف يخرج ؟ يخرج بمرض الموت ، قد يكون في الكبد ، وقد يكون في الكلية ، وقد يكون في القلب ، وقد يكون في الدماغ ، وقد يكون بحادث ، تارة سكتة دماغية ، ومرة سكتة قلبية ، ومرة احتشاء ، هذه الأمراض التي هي أمراض الموت هي بوابة الخروج ، والإنسان حينما يرى أنه لابد من أن يخرج من الدنيا هذا من أعظم المواعظ و العبر .



على الإنسان أن يأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم يتوكل على الله وكأنها ليست بشيء :



الآن (( إن لكل داء دواء )) فإذا أصيب دواء الداء برئ المريض بإذن الله ، إذاً ما الموقف الكامل حينما يصيب الإنسان المرض ؟ الموقف الكامل أن أبحث عن طبيب متفوق ، ولي مصطلح لطيف : ابحث عن طبيب مسلم حاذق ورع ، لأنه ينصح ، والدين النصيحة .

الآن هذا الطبيب يصيب في وصف تشخيص الداء ، ويصيب إن شاء الله في وصف الدواء ، ثم توجه إلى الله أن يسمح لهذا الدواء أن يفعل فعله في الداء ، هذا الموقف الكامل .

لذلك هذا ينقلنا إلى شيء مهم جداً في الإيمان ، أنت يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء ، يجب أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، هذه بطولة ، أن تذهب إلى أفضل طبيب ، أن تستخدم بدقة بالغة تعليمات الطبيب ، ثم تتوجه من أعماق أعماقك إلى الله ، يا رب اشفِ أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر سقماً ، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء من السهل جداً أن تأخذ بالأسباب ، وأن تعتمد عليها وتنسى الله ، وهذا واضح جداً في العالم الغربي ، ألهوا الأسباب ، يأخذون بالأسباب ويعتمدون عليها ، وينسون الواحد القهار ، لكن الله يقهرهم أحياناً ، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء .



الأخذ بالأسباب من الدين :



الإنسان من ضعفه إذا أخذ بالأسباب يعتمد عليها وينسى الله ، و يوجد مسلمون مقصرون لا يأخذون بالأسباب ، وهم عصاة ، لذلك الطريق الأمثل هو طريق وادٍ سحيق و عن يساره وادٍ سحيق ، فالإنسان إذا أخذ بالأسباب و اعتمد عليها وقع في وادي الشرك ، و إن لم يأخذ بالأسباب و قع في وادي المعصية ففي حنين قال الصحابة :

(( لن نغلب من قلة )) .

[ أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم عن ابن عباس ]

معهم بسبب الكثرة فقال تعالى :



? وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ? .

( سورة التوبة ) .

فالأخذ بالأسباب من الدين :

(( إن الله يلوم على العجز ، ولكن عليكم بالكيس ، فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل )) .

[ أبو داود وأحمد عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ ]
يجب أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ، يجب أن تعالج عند الطبيب ، يجب أن تذهب إلى طبيب متفوق ، أن تستخدم الدواء بعناية بالغة ، وفي الوقت نفسه يجب أن يمتلئ القلب رجاء من الله عز وجل أن يسمح للدواء أن يفعل فعله .



الله تعالى إذا أخذ من المؤمن بعض صحته عوضه عليها أضعافا ًمن القرب منه :



فلذلك :

(( لكل داء دواء ، فإذا أصاب الدواء الداء برئ بإذن الله)) .

[حديث صحيح رواه مسلم والإمام أحمد عن جابر]

هذا الذي يقتضي الدعاء ، والتوسل إلى الله عز وجل ، ودفع الصدقات ، مع الأخذ بالأسباب هذا الموقف الكامل .

هناك مثل يقرب الحقيقة : عندك سفر ، راجعت المركبة مراجعة تامة ، راجعت كل شيء فيها ، وكلها جاهزة ، الآن أخذت بالأسباب ، الآن تتوجه بكل أعماقك إلى الله ، يا رب ، أنت الحافظ ، أنت الموفق ، أنت المسلم في هذا السفر ، أنت الرفيق في السفر ، هذا شأن المؤمن في كل شيء يأخذ بالأسباب و كأنها كل شيء ، و يتوكل على الله و كأنها ليست بشيء .

شيء آخر الحديث القدسي الصحيح :

(( يا ابنَ آدمَ مَرِضْتُ فلم تَعُدْني ، قال : يارب كَيْفَ أعُودُكَ وأنتَ ربُّ العالمين ؟ قال : أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ ؟ أما علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده ))

[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة]

و الله أيها الأخوة ، بالحديث ملمح يذيب محبة لله ، الله عز وجل إذا أخذ من المؤمن بعض صحته عوضه عليها أضعافاً مضاعفة من القرب من الله .

(( أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده )) .



كل شيء في خلق الإنسان يؤكد اسم الشافي :



الحقيقة ماذا نستطيع أن نقول في اسم " الشافي " ؟ كل شيء في خلق الإنسان يؤكد اسم " الشافي " ، كل شيء حول الإنسان يؤكد اسم " الشافي " ، كل شيء في بنية الإنسان التشريحية يؤكد اسم " الشافي " ، كل شيء في وظائف الجسم يؤكد ، الفيزيولوجية تؤكد اسم " الشافي " ، كل دواء خلقه الله لهذا الإنسان يؤكد اسم " الشافي " .

والآن الأبحاث الطبية تؤكد هذه الحقيقة ، بعد حين يظهر دواء ناجح لبعض الأمراض المستعصية ، إذاً الله عز وجل شافٍ .

? الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ? .

( سورة الشعراء )

والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
من أسماء الله الحسنى الشافي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أسماء الله الحسنى الجميل
» من أسماء الله الحسنى المُعطي
» من أسماء الله الحسنى المحسن
» من أسماء الله الحسنى المُبِين
» من أسماء الله الحسنى القريب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: المنتديات الاسلاميه :: أسْماءُ الله الحُسْنىَ-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
من أسماء الله الحسنى   الشافي    Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد