منتديات بستان العارفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بستان العارفين

منتدى اسلامى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم {اَللَهُ لا إِلَهَ إلا هو اَلحي ُ القَيَوم لا تأخذه سِنَةٌ ولا نوْمٌ لَّهُ مَا فيِِ السَمَاوَاتِ وَمَا في اَلأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَينَ أَيدِيهِمْ ِوَمَا خَلْفَهم وَلا َيُحِيطُونَ بشَيءٍ مِنْ علمِهِ إِلاَ بِمَا شَآء وَسعَ كُرْسِيُّهُ السَمَاوَاتِ وَالأَرضِ وَلاَ يَؤُدُه حِفْظُهُمَا وَهُوَ العَليُّ العَظِيمُ

 

 أسرار القصة القرآنية تكرار أم إعجاز

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Empty
مُساهمةموضوع: أسرار القصة القرآنية تكرار أم إعجاز    أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالخميس أغسطس 09, 2012 10:51 am

أسرار القصة القرآنية

تكرار أم إعجاز ؟

في الفقرات التالية سوف نحاول الإجابة عن سؤال مهم : ما هو سر تكرار القصة في القرآن الكريم ؟ وسوف نرى أن هذا التكرار يخفي وراءه معجزة عظيمة ، إنها المعجزة القصصية لسور القرآن العظيم .

كما يؤكد هذا البحث على أن ترتيب سور القرآن قد تمَّ بإرادة الله وقدرته وإلهامه ، وأن هذا الترتيب هو بحدِّ ذاته معجز للبشر ، وهذا ما تثبته لغة الأرقام من خلال الأمثلة التي اخترناها والتي هي غيض من فيض ، فعدد الحقائق الرقمية في كتاب الله لا يُحصى وعجائب القرآن الكريم لا تنقضي وأسراره لا نهاية لها .

إن هذا البحث إثبات مادي ورقمي على أنه لا تكرار في القصة القرآنية بل هو إعجاز إلهي محكم !

مقدمة

القرآن الكريم هو كتاب موجّه لكل البشر بلا استثناء ، لذلك أي بحث حول كتاب الله هو بحث موجَّه أيضاً لكل البشر . فكل مؤمن بهذا القرآن ينبغي عليه أن يبحث عن كل ما هو جديد حول كتاب ربه ، فمن أحب شيئاً تعلق به ، ولكن قد يأتي من يقول : ما فائدة هذه الأرقام ، وهل هذه الأرقام تقربنا إلى الله تعالى ؟

عندما جاء نبي الله صالح عليه السلام إلى قومه طلبوا منه المعجزة ، فآتاه الله الناقة فكانت دليلاً له على نبوته وصدق رسالته من الله وتعالى ، ولما أرسل الله موسى عليه السلام إلى فرعون وملئه أيضاً طلبوا منه معجزة فآتاه الله العصا لتكون حجة له على قومه .

وهذه حال رسل الله عليهم السلام ، وهنا نتساءل : هل كانت الناقة هدفاً بحد ذاتها ؟ هل كانت العصا هي الغاية ؟ إن هذه كانت مجرد وسائل مادية لترغم الكافر على الاعتراف بصدق الرسالة الإلهية . وكذلك لغة الأرقام وضعها رب العزة سبحانه في كتابه لتكون وسيلة متجددة في عصرنا هذا لنَزْداد إيماناً بعظمة كتاب الله تعالى ونزداد حباً لمن أُنزل عليه القرآن ، هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام الذي بعثه الله رحمة للعالمين .

لماذا تتكرر القصة في القرآن الكريم ؟

إن أي تساؤل حول كتاب الله لا نجد جواباً عنه يُخفي وراءهُ معجزة عظيمة . والسؤال الذي طالما كرره العلماء : ما هو السر الحقيقي وراء تكرار القصة في كتاب الله تعالى ؟ وقد تمحورت آراء العلماء في ذلك حول أهداف ثلاثة .

العبرة والموعظة

الحكمة من تكرار القصة القرآنية في مواضع متعددة من كتاب الله تعالى هي زيادة العبرة والموعظة ولتذكير المؤمن دائماً بعاقبة المكذبين من الأمم السابقة ، ليبقى في حالة يقظة وخشية مستمرة وخوف من عذاب الله تعالى ومن جهة ثانية ليبقى في حالة سرور وتفاؤل برحمة الله ووعده وأنه ينجي عباده المؤمنين .

استكمال جوانب القصة

إن من حكمة الله تعالى في ذكر القصة ذاتها في عدة سور هو استكمال جوانب القصة ، فتُذكر القصة مختصرة جداً أحياناً ، وأحياناً مطوَّلة ، وأحياناً تُذكر أحداث جديدة في كل مرة . إذن هنا القصة لا تتكرر إنما تتكامل .

جمالية وروعة القصة

إن تكرار القصة في مواضع محددة من آيات القرآن يضفي على أسلوب القرآن جمالية وروعة وبياناً لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله . وبالرغم من تكرار القصة عبر سور القرآن الذي استمر نزوله فترة 23 عاماً ، لا نجد أبداً أي تناقض أو نقص أو خلاف ، إذن نحن هنا أمام معجزة لغوية وبيانية تشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى .

إن الأهداف الثلاثة هذه صحيحة وتشكل بمجملها جواباً مقنعاً عن سرِّ تكرار القصة القرآنية ، ولكن هنالك هدف رابع مهم جدّاً تحدثنا عنه لغة الأرقام . فمعجزة القرآن العظيم لا تقتصر على بلاغته وجمال أسلوبه بل إن وراء هذه اللغة البليغة لغة لا تقل بلاغة عن بلاغة الكلمات ، وهي لغة الأرقام التي تأتي اليوم لتثبت بشكل قاطع أن القرآن كتاب مُحْكَم ، وأن تكرار القصة إنما يتبع نظاماً رقمياً مذهلاً ، وهذا ما سنراه في صفحات هذا البحث إن شاء الله تعالى .

نحو نظام رقمي لسور القرآن

لقد أنزل الله القرآن خلال 23 سنة ، وقال فيه : ?إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر : 15/9] ، هذا البيان الإلهي يؤكد أن الله تعالى قد حفظ كل شيء في كتابه دون تحريف أو تغيير إلى يوم القيامة ، وهذا يقودنا إلى الاستنتاج بأن ترتيب سور القرآن الذي نراه الآن أيضاً قد حدث بعناية الله وحفظه وقدرته . وربما يسأل سائل لماذا يختلف ترتيب سور القرآن عن ترتيب نزول هذه السور زمنياً . وسوف نجد أن هذا الترتيب يخفي وراءه معجزة وهذا ما سنثبته بلغة الأرقام .

لقد تبين من خلال الدراسة العلمية الرقمية لتكرار كلمات القرآن ، بأن هذا التكرار يتبع نظاماً رقمياً مُحْكَماً يعتمد على الرقم 7 ، وسوف نقتصر في بحثنا هذا على كشف النظام المذهل لسور القرآن . ويمكننا القول :

إن كل كلمة تتكرر في هذا القرآن وفق نظام دقيق جداً ، ولو تغيرت كلمة واحدة لاختل هذا النظام البديع .

فالقرآن كتاب مُحْكَم كيفما نظرنا لآياته وسوره وجدناها مُحْكَمة إحكاماً دقيقاً ، ؤقد أدركنا جانباً من هذا الإحكام وعلاقته بالرقم 7 في أول سورة وآخر سورة من كتاب الله تعالى ، فرقم أول سورة هو 1 ، ورقم آخر سورة هو 114 ، وعندما نصفّ الرقمين 1 ـ 114 نحصل على عدد جديد هو 1141 هذا العدد الذي يمثل أول وآخر سورة يقبل القسمة تماماً على 7 :

1141 = 7 × 163

إن سور القرآن العظيم البالغ عددها 114 سورة قد رتبها الله تعالى ونظم كلماتها بشكل يعجز البشر عن الإتيان بمثله . فنجد الكلمة القرآنية تتكرر عبر سور القرآن بنظام رقمي يكون الرقم 7 هو الرقم المشترك بين هذه السور .

في الفقرات القادمة سوف نشاهد بعض المواقف من قصص القرآن ، وكيف تكررت كلماتها بنظام مُحْكَم . وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأمثلة هي جزء صغير وصغير جداً مما هو موجود في كتاب الله عزَّ وجلَّ .

من قصة إبراهيم عليه السلام

أول شيء رفضه الأنبياء جميعاً هو عبادة الأصنام ، فهذا خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام يبدأ بأبيه الذي كان يتخذ آلهة من الأصنام فيقول منكراً عليه هذا العمل : ?وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ? [الأنعام : 6/74] .

وتتكرر قصة إبراهيم عبر آيات القرآن ، ولكن في موضع آخر يوجه النداء إلى أبيه وقومه معاً فيقول : ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ ! إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ ! قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ? [الشعراء : 26/69 ـ 71] .

الملفت للانتباه في هذين النصين من كتاب الله تعالى أن كلمة ?أصناماً? لم ترد في القرآن كله إلا في هاتين السورتين فقط . ودائماً في سياق قصة إبراهيم ، بكلمة أخرى كلمة ?أصناماً? خاصة بقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام . وهنا نكتشف شيئاً جديداً وهو أن كل كلمة من كلمات القرآن تستخدم استخداماً دقيقاً جداً من أول القرآن وحتى آخره .

إذن نحن أمام نظام لغوي مُحْكَم ، يرافقه نظام رقمي مُحْكَم أيضاً ، ولكن كيف ذلك ، وما علاقة سورة الأنعام بسورة الشعراء ؟ وما علاقة الرقم 7 بذلك ؟لنكتب أرقام هاتين السورتين :

سورة الأنعام سورة الشعراء

6 26

عندما نقوم بصَف رقمي السورتين 6 ـ 26 يتشكل لدينا عدد جديد هو 266 ، إن هذا العدد من مضاعفات الرقم 7 ، أي ينقسم على 7 :

266 = 7 × 38

إن هذه النتيجة تتكرر كثيراً في كلمات القرآن ، فمثلاً نجد البيان القرآني يثني على إبراهيم عليه السلام وصبره وكثرة رجوعه إلى الله تعالى وشدة حِلمِه وإنابته للخالق عز وجل .

يقول عز وجل في مُحْكَم الذكر عن إبراهيم عليه السلام : ?وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ? [التوبة : 9/114] .

ويتكرر هذا الثناء على إبراهيم عليه السلام في سورة أخرى ، يقول تعالى : ?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ? [هود : 11/75] . وهنا نجد حقائق لغوية ورقمية ، فكلمة ?أوَّاهٌ? في القرآن لم ترد إلا في هاتين السورتين ، وكما نرى الحديث دائماً مرتبط بصفة لإبراهيم عليه السلام ، وكأن الله تعالى قد خَصَّ كل نبيٍّ بصفات لم يعطها لغيره . فكلمة ?أوَّاه? هي صفة لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، وهذه حقيقة لغوية لا يمكن ّّّلأحدٍ أن ينكرها أو يجحدها لأنها لم تُذكر في القرآن إلاّ مع هذا النبي الكريم .

لنكتب أرقام السورتين حيث وردت هذه الكلمة :

سورة التوبة سورة هود

9 11

وهنا نجد النظام نفسه يتكرر مع هذه الكلمة ، فعندما نقوم بصفّ رقمي السورتين 9 ـ 11 نجد عدداً جديداً هو 119 ، هذا العدد أيضاً ينقسم على 7 من دون باق :

119 = 7 × 17

وهنا لدينا ملاحظة مهمة وهي أن سورة التوبة نزلت بعد سورة هود بسنوات ولكننا نجد ترتيبها في القرآن بعكس ذلك . وهنا ربما نستنتج جزءاً من الحكمة في تسلسل سور القرآن بالشكل الذي نراه . فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يختار ترتيباً لسور كتابه يناسب النظام الرقمي المُحْكَم لهذه السور ، فلو تغيرَّ هذا الترتيب لاختل هذا النظام, والله تعالى أعلم .

إذن ترتيب سور القرآن تم بوحي وقدرة وإلهامٍ من الله سبحانه وتعالى ، وهذا دليل على صدق هذا القرآن وصدق رسالة الإسلام إلى البشر جميعاً .

ويجب ألا يخفى علينا أن الله تعالى قد نظَّم كل شيء في هذا الكون ، كذلك نظمَّ كل شيء في هذا القرآن .

من قصة بني إسرائيل

لقد أنجى الله بني إسرائيل من عدوّهم فرعون ومنَّ عليهم بنعمٍ كثيرة ، ولكنهم قابلوا هذه النعم بالعصيان والطغيان . هذا هو كتاب الله ينطق بالحق ليعبرَّ لنا عن حقيقة هؤلاء القوم ، وقد وضع الله تعالى بحكمته كل كلمة من كلمات هذه القصة بشكل يعجز البشر عن الإتيان بمثله .

قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل تكررت كثيراً في القرآن ، هذا التكرر يخفي وراءه معجزة رقمية . فعندما يتحدث القرآن عن نجاة بني إسرائيل من فرعون يُكرّر هذا الحدث بنظام دقيق . فكلمة ?أَنجَيْنَاكُمْ? تكررت في القرآن كله 3 مرات في هذه الآيات :

1 ـ ?وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ? [البقرة : 2/50] .

2 ـ ?وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ? [الأعراف : 7/141] .

3 ـ ?يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى? [طه : 20/80] .

هذه الكلمة لم ترد في القرآن إلا أثناء الحديث عن بني إسرائيل ولم ترد في أيَّة قصة أخرى ، فهذه الكلمة خاصة ببني إسرائيل واستُخدمت في وصف الموقف ذاته .

ومع أن السور الثلاثة التي ذكرت فيها هذه الكلمة متباعدة منها ما نزل بمكة ومنها ما نزل بالمدينة ، إلا أنها جاءت منسجمة من حيث المعنى اللغوي فلا خلاف بينها .

والعجيب فعلاً أن ترتيب هذه السور الثلاثة في القرآن يتبع نظاماً رقمياً .

البقرة الأعراف طه

2 7 20

والعدد الذي يمثل هذه السور الثلاث 2072 ينقسم على 7 تماماً :

2072 = 7 × 296

الْمَنَّ وَالسَّلْوَى

لقد أنجى الله تعالى بني إسرائيل من عدوهم فرعون ، ليس هذا فحسب بل أنزل الله عليهم المن والسلوى عسى أن يشكروا نعمة الله عز وجل ، ويحدثنا القرآن عبر 3 آيات عن هذه النعم ، فيقول :

1 ـ ?وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ? [البقرة : 2/57] .

2 ـ ?وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ? [الأعراف : 7/160] .

3 ـ ?يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى? [طه : 20/80] .

تتكرر هذه الحقيقة ثلاث مرات ولكن النظام الرقمي يبقى واحداً ، ويبقى الرقم 7 هو محور هذا الإعجاز الإلهي . فأرقام السور هذه 2-7-20 تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 تماماً :

2072 = 7 × 296

ولكن قد يسأل سائل : ماذا عن أرقام الآيات ؟ ونقول إن كل شيء في هذا القرآن منظم بنظام دقيق يفوق طاقة الإنس والجن . لذلك رأينا أن أرقام السور الثلاث تشكل عدداً من مضاعفات الرقم سبعة ، ولنكتب الآن أرقام هذه الآيات الثلاث لنرى أن النظام الرقمي يبقى مستمراً :

إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الثلاث هو 8016057 عدد مركب من 7 مراتب ويقبل القسمة على 7 تماماً :

8016057 = 7× 1145151

وهنا نرى أن ناتج هذه القسمة 1145151 عدد مكون من 7 مراتب ويقبل القسمة على 7 أيضاً :

1145151 = 7× 163593

ولكن بعد هذه النعم العظيمة لبني إسرائيل كيف كان ردهم على ذلك ، وكيف قابلوا هذه النعم ؟ لقد قابلوا هذه النعم بالعصيان على الرغم من سماعهم لصوت الحق ، لنتأمل هاتين الآيتين في صفة بني إسرائيل وكيف عبَّر عنهم البيان الإلهي :

1 ـ ?وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ? [البقرة : 2/93] .

2 ـ ?مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً? [النساء : 4/46] .

إن عبارة ?سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا? لم ترد في القرآن كله إلا في هذين الموضعين وكما نرى الحديث دائما على لسان بني إسرائيل ، وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا بأن هذه الكلمة لا تليق إلا بهؤلاء ، فهي لم ترد على لسان أي من البشر إلا بني إسرائيل !

هذه الحقيقة نكتشفها اليوم لنعلم حقيقة هؤلاء اليهود الذين حرفوا كلام الله سبحانه وتعالى ، لذلك جاءت كلمة ?وَعَصَيْنَا? لتعبر تعبيراً دقيقاً عن مضمون هؤلاء .

التدرج البياني والعددي

وقد لاحظتُ شيئاً عجيباً في هاتين الآيتين :

1 ـ الآية الأولى جاءت بصيغة الماضي ?قَالُواْ? ، فهذا يدل على ماضيهم وتاريخهم في المعصية . ولكي لا يظن أحد أن هذا الماضي انتهى جاءت الآية الثانية بصيغة الاستمرار ?وَيَقُولُونَ? للدلالة على حاضرهم ومستقبلهم في معصية أوامر الله تعالى ، فهم في حالة عصيان مستمر .

2 ـ ولكن لغة الأرقام تأتي لتنطق بالحق وتصدق قول الله تعالى ، فأرقام السورتين تشكل عدداً يقبل القسمة على 7 ، وكما نرى العدد الذي يمثل السورتين هو42 يقبل القسمة على 7 تماماً :

42 = 7 × 6

لم يكتفوا بعصيانهم بل أغلقوا قلوبهم وغلفوها بغلاف من الجحود والكفر والعصيان ، ويأتي البيان القرآني ليصف قلوب هؤلاء على لسانهم ، ولنستمع إلى هاتين الآيتين :

1 ـ ?وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ? [البقرة : 2/88] .

2 ـ ?فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً? [النساء : 4/155] .

وهنا من جديد نجد أن عبارة ?قُلُوبُنَا غُلْفٌ? لم ترد في القرآن كله إلا في هذين الموضعين ، وهذا يثبت أن كلمات القرآن تُستخدم بدقة متناهية فكلمة ?غُلْفٌ? هي كلمة خاصة ببني إسرائيل بل لا تليق هذه الكلمة إلا بهم .

التدرج البياني

ولكن هنالك شيء أكثر إدهاشاً . فالآية الأولى جاءت على صيغة المـاضـي فقال تعالى : ?وَقَالُواْ? لتخبرنا عن ماضي هؤلاء وحقيقة قلوبهم المظلمة ، ثم جاءت الآية الثانية بصيغة الاستمرار ?وَقَوْلِهِمْ? لتؤكد حاضرهم ومستقبلهم أيضاً ، وهذا التدرج الزمني كثير في القرآن ، فتسلسل الآيات والسور يراعي هذه الناحية لذلك يمكن القول بأن القرآن يحوي من الإعجازات ما لا يتصوره عقل : لغوياً وتاريخياً وعلمياً وفلسفياً وتشريعياً ورقمياً ، ألا نظن أننا أمام منظومة إعجازية متكاملة في هذا القرآن ؟

وفي الآية الأولى نلاحظ قول الله تعالى وردّه عليهم ?بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ? ، وهذا منتهى الذل أن يلعنهم الله فماذا بقي لهم من الأمل في الدنيا أو الآخرة ؟ ولكن الآية الثانية نجد قول الله ورده عليهم بصيغة ثانية ?بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا? ، وهذا يؤكد أنه لا أمل لهذه القلوب أن تنفتح أمام كلام الله ، فقد لعنهم الله وطبع على قلوبهم فماذا ينتظرون بعد ذلك ؟

3 ـ ولكن هل تنطبق هذه المواصفـات على جميـع اليهــود ؟
إن نهايتَي الآيتين تجيبنا على ذلك ، فالآية الأولى انتهت بـ ?فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ? للدلالة على قلَّة إيمانهم ، أما الآية الثانية فانتهت بـ ?فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً? حتى المؤمنون منهم عددهم قليل جداً . إذن هم قليلو الإيمان كيفاً وكماً . وهنا نتساءل : أليست هذه معجزة بلاغية فائقة ؟

ولكن للأرقام أيضاً بلاغتها ومنطقها ، فقد جاءت أرقام السورتين متناسبة مع الرقم 7 ، العدد 42 في هذا الجدول يقبل القسمة على 7 أيضاً :

42 = 7 × 6

وهكذا لو سرنا عبر قصة بني إسرائيل في القرآن ومواقفهم مع نبي الله موسى عليه السلام ، لرأينا أن كل شيء يسير بنظام ، وهذه القصة تحتاج لبحث مستقل بل مجموعة من الأبحاث لكشف أسرار معجزة هذا القرآن .

من قصة صالح عليه السلام

النبي صالح عليه السلام هو رسول كريم أرسله الله لقوم زاد طغيانهم واستكبروا في الأرض بغير الحق ، إنهم قوم ثمود ، لم يدمرهم الله فجأة ، بل أرسل إليهم من يحاورهم ويقيم عليهم الحُجَّة ويُقنعهم ؟ وهكذا حال رسُل الله عليهم السلام ، جاءوا بالبينات وبالمجادلة بالتي هي أحسن .

لقد كانت معجزة هذا النبي الكريم هي الناقة التي أيَّده الله تعالى بها ، فما هي الآيات التي تحدثت عن معجزة هذا النبي الكريم ؟ وهل يوجد وراء تكرارها معجزة ثانية ؟

لقد تكررت كلمة ?الناقة? في القرآن بالضبط 7 مرات ، والحديث دائماً يخص قصة ثمود مع نبيهم صالح عليه السلام . لنستعرض هذه الآيات السبعة لنرى أنه لا يوجد تكرار في القرآن ، بل نظام متكامل :

1 ـ ?وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [الأعراف : 7/73].

2 ـ ?فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ? [الأعراف : 7/77] .

3 ـ ?وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ? [هود : 11/64] .

4 ـ ?وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً? [الإسراء:17/59] .

5 ـ ?قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ? [الشعراء : 26/155] .

6 ـ ?إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ? [القمر : 54/27].

7 ـ ?فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا? [الشمس : 91/13] .

إذن تتكرر كملة ?النَّاقَةِ? سبع مرات في القرآن ، وكما نرى الحديث دائماً في الآيات السبعة عن قصة سيدنا صالح عليه السلام مع قومه ثمود . ولو تعمقنا في هذه القصة كيف تكررت في القرآن نجد أنه في كل سورة تذكر فيها هذه القصة نجد أسلوباً جديداً في التعبير ، وبالرغم من ذلك لا نجد أثراً لأي تناقض أو اختلاف ، أليس هذا دليلاً على أن القرآن هو كتاب مُحْكَم ؟

وفي بحثنا هذا نحن نستخدم لغة الأرقام لإثبات معجزة القرآن في كل عصرٍ من العصور . إن أرقام السور التي وردت فيها كلمة ?نَاقَةَ? هي :

الأعراف هود الإسراء الشعراء القمر الشمس

7 11 17 26 54 91

إن هذه السور تتبع نظاماً رقمياً يعتمد على الرقم سبعة ، فعندما نقوم بصف أرقام هذه السور يتشكل لدينا عدد ضخم هو : 91542617117 هذا العدد ينقسم على 7 تماماً ، لنرى مصداق ذلك بلغة الأرقام :

91542617117 = 7 × 13077516731

إننا في هذه النتيجة أمام حقيقة رقمية ثابتة ، فكلمات القرآن تتكرر بنظام مُحْكَم وفق خطة رسمها البارىء عز وجل لكتابه ليكون أعظم كتاب على الإطلاق . فعلى الرغم من تباعد هذه السور الستة ونحن نعلم أنها نزلت خلال فترة زمنية تمتد سنواتٍ ، جاءت كلمة ?النَّاقَة? دائماً في القصة ذاتها ولم ترد في أية قصة أخرى ، وهكذا حال كثير من كلمات القرآن الكريم .

ولكي نزداد يقيناً بعظمة هذا النظام المُحْكَم ندقق النظر في هذه القصة وتكرارها في كتاب الله . فقد ورد تحذير على لسان صالح عليه السلام فقال لقومه في ثلاث مواضع من القرآن عن عذاب الله :

1 ـ ?وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ? [الأعراف : 7/73] .

2 ـ ?وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ? [هود : 11/64] .

3 ـ ?وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ? [الشعراء : 26/156] .

هذه العبارة لم ترد إلا في هذه المواضع الثلاثة من كتاب الله ، ودائماً على لسان صالح عليه السلام ، والمذهل أن كلمة ?فَيَأْخُذَكُمْ? لم ترد في القرآن كله إلا في هذه الآيات الثلاث ، وكأن هذه الكلمة خاصة بقوم ثمود وأنه سيأخذهم عذاب : أليم ـ قريب ـ عظيم .

وانظر معي إلى التدرج اللغوي في هذه الآيات الثلاث عن صفة عذاب الله فحذرهم أولاً من ?عَذَابٌ أَلِيمٌ? ولكنهم لم يستجيبوا لهذا التحذير فأكد لهم بعدها بقوله : ?عَذَابٌ قَرِيبٌ? أي أن عذاب الله قد اقترب ، ولكنهم لم يبالوا بهذا النداء فجاءهم التحذير الأخير ليصف أن اليوم الذي ينتظرهم قد اقترب كثيراً فقال لهم ? عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ? فأكد صدق هذا الوعد بكلمة ?يوم? وأنه سيكون يوماً عظيماً

هذا التدرج اللغوي المُحْكَم الذي يدل على إعجاز القرآن ، نجد وراءه تدرجاً رقمياً مذهلاً ، فأرقام السور الثلاث هذه أيضاً لها علاقة بالرقم سبعة :

الأعراف هود الشعراء

7 11 26

إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاثة هو 26117 يقبل القسم على سبعة تماماً :

26117 = 7 × 3731

والعجيب أن ناتج القسمة هذا أيضاً ينقسم على 7 تماماً :

3731 = 7× 533

تجدر الإشارة إلى أن كلمة ?ولا تَمَسّوهَا? أيضاً لم ترد إلا في هذه الآيات الثلاث ، فهي كلمة خاصة بقصة قوم ثمود ولم ترد في أي موضع آخر . إننا في هذه الحالة أمام برنامج متكامل لاستخدام الكلمات في القرآن ، وهذا إعجاز جديد في كتاب الله تعالى وهو إعجاز استخدام الكلمات في القرآن الكريم .

ونتساءل : هل يستطيع أدباء البشر وشعراؤهم وعلماؤهم أن يؤلفوا كتاباً ضخماً مثل القرآن ويحددوا مسبقاً استخدام كل كلمة من كلماته ؟

نعود الآن للآيات السبعة حيث وردت كلمة ?الناقة? فإذا دققنا النظر في هذه الكلمة نجد أنها وردت بصيغة ?ناقة? أي غير معرَّفة من دون ال التعريف 4 مرات ، المذهل أن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة يبقى قابلاً للقسمة على 7 تماماً :

الأعراف هود الشعراء الشمس

7 11 26 91

وعند قراءة العدد الذي يمثل أرقام هذه السور نجده من مضاعفات السبعة :

9126117 = 7 × 1303731

وهنا نستنتج أن النظام الرقمي المُحْكَم لا يقتصر على كل كلمة من كلمات القرآن فحسب ، بل على شكل هذه الكلمة أيضاً . وبالنتيجة يمكن القول : كيفما نظرنا لهذا القرآن وجدناه كتاباً مُحْكَماً .

وعلى الرغم من معجزة صالح عليه السلام ، وتحذيره لقومه فإنهم كانوا قوماً مفسدين ، لم يستجيبوا لنداء الله تعالى ولا لتحذير رسوله فعقروا هذه الناقة . ويأتي البيان الإلهي ليصف هذا التعدي على حدود الله تعالى وعاقبة ذلك . لنتأمل الآيات الثلاث الآتية :

1 ـ ?فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ? [هود : 11/65] .

2 ـ ?فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ? [الشعراء : 26/157] .

3 ـ ?فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا? [الشمس: 91/14] .

إن كلمة ?عقروها? لم ترد في القرآن كله إلا في هذه الآيات الثلاث ، وكما نرى الحديث دائماً عن قصة ثمود . في هذه الآيات معجزة يمكن تسميتها بمعجزة تسلسل الحدث في القرآن .

فالآية الأولى تحدثت عن وعد صالح عليه السلام لهم بالعذاب جزاء فعلتهم ثم تأتي الآية الثانية لتعبر عن ندمهم لأنهم أدركوا أن العذاب واقع لا محالة . أما الآية الثالثة فجاءت بالعذاب مباشرة ?فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبّهُمْ? . إذن جاءت التدرج الزمني للأحداث عبر الآيات الثلاث من الوعد بالعذاب . . إلى اقتراب هذا العذاب حيث لا ينفع الندم . . . وأخيراً وقوع هذا العذاب .

ومع أن هذه الآيات متباعدة من حيث النُّزُول ومن حيث الترتيب في القرآن إلا أنها جاءت متناسقة ومتدرجة وتعبر تعبيراً دقيقاً عن حقيقة هذه القصة ، فأين هم كُتّاب القصة من نظام كهذا ؟

إن أحدنا ينسى ما كتبه في الأسبوع الماضي ، فهل بقي محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبيّ الأميّ متذكّراً هذه القصة وغيرها 23 سنة ؟ أليس في هذا دليل على صدق رسالة هذا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ؟

ولكن قد يأتي من لا تقنعه لغة الكلمات هذه على وضوحها ، فهل أعد الله لأمثال هؤلاء لغة تقنعهم ؟ إنها لغة الرقم التي لن يجد أعداء القرآن مهرباً من الاعتراف بها ولوفي قرارة أنفسهم .

فلو عدنا للآيات الثلاث حيث وردت كلمات ?عَقَرُوهَا? لوجدنا أنها تقع في ثلاث سور ، إن العدد الذي يمثل هذه السور الثلاث هو : 912611 ينقسم على 7 تماماً :

912611 = 7 × 130373

وسبحان الله ! أرقام السور ذاتها تتكرر ويبقى نظام ثابتاً وواحداً وشاهداً على وحدانية البارىء عز وجل ! !

ونلخص هذه النتائج

إن أرقام السور الستة حيث وردت كلمة ?الناقة? تتشابك مع بعضها دون أن يختل البناء الرقمي لها :

كلمة ?الناقة? وردت في السور : 7 11 17 26 54 91

كلمة ?ناقة? وردت في السور : 7 11 26 91

كلمة ?يأخذكم? وردت في السور : 7 11 26

كلمة ?عقروها? وردت في السور : 11 26 91

وانظر معي إلى عَظَمَة المعجزة الرقمية ، فأرقام السور ذاتها تتكرر والكلمات أيضاً نفسها تتكرر ويبقى النظام الرقمي واحداً لا يختلف ولا يتغير . فكل عدد من الأعداد الأربعة السابقة يقبل القسمة على 7 تماماً :

1 ـ العدد 91542617117 : يقبل القسمة على 7 .

2 ـ العدد 9126117 : يقبل القسمة على 7 .

3 ـ العدد 26117 : يقبل القسمة على 7 .

4 ـ العدد 912611 : يقبل القسمة على 7 .

إن هذه الأعداد الأربعة قد دخل في تركيبها العدد 11 رقم سورة هود والعدد 26 رقم سورة الشعراء ، أما الرقم 7 رقم سورة الأعراف فقد دخل في تركيب الأعداد الثلاثة الأولى . . . وهكذا منظومة وشبكة من الأرقام .

فهل نستطيع نحن البشر تركيب أرقام تتداخل وتتشابك مع بعضها وتبقى جميعها من مضاعفات الرقم سبعة ؟ فكيف إذا كانت هذه الأرقام تعبّر عن أحداث وقصص وكلمات بليغة ؟ أليست هذه آية من آيات الله في آفاق أرقام الواسعة ؟

والآن سوف نرى بأن الإعجاز القصصي لا يقتصر على التدرج الرقمي أو البياني ، بل هنالك تدرج تاريخي لهذه القصص !

الإعجاز التاريخي لقصص القرآن

لا يوجد في العالم كتاب مثل القرآن يسرد القصة ويكررها مراراً ، وبالرغم من ذلك لا تملُّ منه الألسُن ولا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ! وهذا أمر طبيعي فالقرآن كتاب الله رب البشر ، فهل يعقل أن يتفوق البشر على خالقهم ؟ والذي لا يؤمن بكتاب ربه فبمَ يؤمن إذن ؟ وفي هذا البحث تصديق واضح لكلام الله تعالى .

فلو أراد أحد أن يؤلف كتاباً يشبه القرآن ويراعي النظام الرقمي لتكرار الكلمات فلن يستطيع بل سيحصل على ما يشبه الكلمات المتقاطعة التي لا معنى لها ، وربما هذه لا يتمكن منها أبداً .

فالله تعالى تحدى الإنس والجن أن يأتوا بمثل هذا القرآن ليس لغوياً فحسب بل رقمياً أيضاً .

فلو قام أحدنا بتركيب أرقام تنقسم على 7 ، فإنه سيجد صعوبة وجهداً خصوصاً عندما تكثر هذه الأرقام . ولا ننسى أننا في هذا النظام الرقمي لسور القرآن نحن أمام أعداد محددة ومتسلسلة ، أي من 1 وحتى 114 ، وتراعي تسلسل سور القرآن ، فلا يجوز تقديم رقم على رقم أو سورة على سورة ، وبالرغم من ذلك نجد أن كلمات القرآن كلها مُحْكَمة سواءً رأينا هذا الإحكام أم لم نتمكن من رؤيته .

والأمثلة في هذا البحث هي غيض من فيض فلو استعرضنا كلمات القرآن كلها وحروفه ، لاحتجنا إلى مئات الأبحاث العلمية . ولكن الهدف ليس كثرة الأرقام بل ما تعبر عنه هذه الأرقام ، لندرك عظم شأن هذا القرآن وعظم هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم الذي علم العلماء وكان رحمة للعالمين .

والآن سوف نرى أن النظام المُحْكَم لسور القرآن لا يقتصر على كلماته فحسب, بل الكلمات التي تعبر عن مرحلة زمنية أيضاً منظمة تنظيماً زمنياً دقيقاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
ebrehim
Admin
ebrehim


عدد المساهمات : 1170
تاريخ التسجيل : 18/03/2011

أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Empty
مُساهمةموضوع: رد: أسرار القصة القرآنية تكرار أم إعجاز    أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالخميس أغسطس 09, 2012 10:53 am

إبراهيم ويوسُف عليهما السلام

قصتين في القرآن لرسولين تجمع بينهما صفة الصبر على الأذى ، إبراهيم عليه السلام صبر على أذى أبيه وقومه ويأتي بعده يوسف عليه السلام ليصبر على إخوته ، وفي كلتا القصتين يأتي الأذى من قريب : أبو إبراهيم وإخوة يوسف .

وتبدأ قصة إبراهيم عليه السلام : عندما علَّمه الله تعالي وأراه ملكوت السماوات والأرض . يقول تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام : ?فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ? [الأنعام : 6/76] .

ويأتي من بعده يوسف عليه السلام لتبدأ قصتهُ أيضاً برؤيا يقصها على أبيه فيقول : ?إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ? [يوسف : 12/4] .

والعجيب أن كلمة ?كوكباً? لم ترد في القرآن إلا في هاتين الآيتين في سياق قصة إبراهيم وقصة يوسف عليهما السلام . وجاء تسلسل الآيتين في كتاب الله مطابقاً للتسلسل التاريخي لقصة هذين الرسولين . فكما نعلم إبراهيم يسبق يوسف زمنياً فيوسف هو حفيد إبراهيم ، وهذه معجزة تاريخية لقصص القرآن العظيم . ولكن ماذا عن التدرج الرقمي ؟ لنكتب أرقام هاتين السورتين :

سورة الأنعام سورة يوسف

6 12

أرقام السورتين حيث وردت كلمة ?كوكباً? حسب تسلسلها في القرآن تشكل عدداً هو 126 من مضاعفات الرقم سبعة :

126 = 7 × 18

حتى أرقام الآيتين قد رتبها الله تعالي بشكل يتناسب مع الرقم 7 ، إن العدد الذي يمثل رقم الآيتين هو 476 ينقسم على 7 تماماً :

476 = 7 × 68

ولكن العجيب أن ناتجي القسمة في كلتا الحالتين هما 18 و68 ولو قمنا بصفّ هذين العددين لنتج معنا عدد يقبل القسمة على 7 أيضاً :

6818 = 7 × 974

إذن أرقام السور نظمها الله بنظام مُحْكَم ، أرقام الآيات أيضاً نظمها الله بنظام مُحْكَم ، وحتى ناتج القسمة نظَّمه الله تعالى بنظام مُعجز ، أليست هذه معجزة تستحق التدبر والاهتمام ؟

وهل يمكن لمعجزة القرآن العظيم أن تكون وسيلة لزيادة الإيمان وزيادة التدبر في آيات القرآن وبالتالي زيادة القرب من الله تعالى ؟

كلمة لأربع أنبياء

يبشر الله عباده المؤمنين برسول كريم اسمه أحمد صلى الله عليه وسلم ، وتأتي البشرى على لسان روح الله وكلمته المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فيقول هذا الرسول الكريم لبني إسرائيل مبشراً لهم : ? وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ? [الصف : 61/6] . ونحن نعلم أنه لا نبيَّ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو خاتَم النبيين .

إن عبارة ?مِنْ بَعْدِي? في هذه الآية تدل على زمن ، هذه العبارة تكررت في القرآن ، ونسأل : كيف تكررت هذه العبارة وعلى لسان مَن وردت ؟ وما هو ترتيب الآية السابقة التي جاءت على لسان المسيح عليه السلام ؟ لنستمع إلى هذه الآيات الأربعة :

1 ـ ?أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ? [البقرة :2/133] .

2 ـ ?وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ? [الأعراف : 7/150] .

3 ـ ?قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ? [ص : 38/35] .

4 ـ ?وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ? [الصف : 61/6] .

إن كلمة ?بَعْدِي? لم ترد إلا في هذه الآيات الأربعة من القرآن ، ولكن السؤال على لسان من وردت هذه الآيات ؟

التسلسل الزمني للأنبياء الأربعة عليهم السلام

إذا استعرضنا هذه الآيات من القرآن وجدنا أن :

1 ـ الآية الأولى في سياق قصة يعقوب عليه السلام .

2 ـ الآية الثانية في سياق قصة موسى وهارون عليهما السلام .

3 ـ الآية الثالثة في سياق قصة داود وسليمان عليهما السلام .

4 ـ الآية الرابعة في سياق قصة المسيح عليه السلام والبشرى .

هذه لغة القصة في كتاب الله تعالى, ولكن ماذا تخبرنا لغة التاريخ ؟

إن تسلسل هذه الآيات الأربعة مطابق تماماً للتسلسل التاريخي لهذه القصص ، فنحن جميعاً نعلم دون خلاف أن التسلسل التاريخي للأنبياء الأربعة هو : يعقوب ثم موسى ثم داود ثم المسيح عليهم السلام ، لذلك جاء تسلسل الآيات الأربعة موافقاً لهذا الترتيب .

وهنا ربما ندرك الحكمة من أن ترتيب سور المصحف يختلف عن ترتيب نزول سور القرآن ، لأن هذا الترتيب فيه معجزة !

ولكن هنالك ملاحظة مذهلة وهي أن كلام المسيح عليه السلام والبشرى التي جاء بها ، ورد في آخر هذه الآيات وهذا دليل على أنه لا نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وهذا ليس كل شيء فلا يزال هنالك المزيد ، فالأرقام لها حديث هنا ، فلو قمنا بكتابة أرقام السور الأربعة حيث وردت كلمة ?بَعْدِي? نجد :

البقرة الأعراف ص الصفّ

2 7 38 61

إن العدد الذي يمثل أرقام السور الأربعة من مضاعفات السبعة :

613872 = 7 × 87696

والعدد الناتج من هذه العملية هو 87696 أيضاً ينقسم على 7 تماماً :

12528 × 7 = 87696

الترتيب الزمني للقصة

الإسلام هودين العلم ، لذلك فقد علمَّ الله أنبياءه ورُسلَه الكرام فقال في حق يعقوب عليه السلام : ?وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ? [يوسف : 12/68] .

أما العبد الصالح في قصته مع موسى عليه السلام فقد قال الله فيه ?فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً? [الكهف : 18/65] .

وفي قصة داود وسليمان عليهما السلام فقد علمَّ الله سليمان علوماً كثيرة فقال : ?وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ? [الأنبياء : 21/80] .

ولكن عندما يكون الحديث عن خاتم النبيين يأتي البيان الإلهي ليمدح هذا النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ويؤكد بأن كل كلمة نطق بها إنما هي وحي من عند الله تعالى . يقول تعالى عن نبيه وحبيبه المصطفى عليه الصلاة والسلام : ?وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ? [يس : 36/69] .

والعجيب حقاً أن كلمة ?عَلَّمْنَاهُ? وردت مع أنبياء الله وعباده المؤمنين دائماً بصيغة الإثبات إلا مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم فقد جاءت بصيغة النفي ?وما عَلَّمْنَاهُ? ليؤكد لنا أن القرآن هو كتاب الله تعالى وليس للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا حرفاً فيه بل كلٌّ من عند الله . وهذه الحقيقة اللغوية ثابتة لأن كلمة ?عَلَّمْنَاهُ? تكررت في القرآن كله 4 مرات ، والحديث عن 4 عباد صالحين هم : يعقوب ـ الخَضِر ـ داود ـ محمد عليهم السلام وجاء ترتيب هذه الآيات الأربعة موافقاً ومطابقاً للتسلسل التاريخي .

التسلسل الزمني للأنبياء الأربعة عليهم السلام

1 ـ قصة يعقوب عليه السلام .

2 ـ قصة موسى مع الخضر عليهما السلام .

3 ـ قصة داود وسليمان عليهما السلام .

4 ـ حديث عن محمد صلى الله عليه وسلم .

ونتساءل : هل جاء الترتيب الزمني والترتيب القرآني متطابقاً بالمصادفة ؟ وهل يمكن لمصادفة أن تتكرر دائماً ؟

لنكتب أرقام السور الأربعة حيث وردت هذه الكلمة حسب تسلسلها في القرآن :

يوسف الكهف الأنبياء يس

12 18 21 36

وهنا نجد الإعجاز الرقمي لهذه الأعداد ، فالعدد الجديد المتشكل من أرقام هذه السور الأربعة هو 36211812 يقبل القسمة على 7 تماماً :

36211812 = 7 × 5173116

بعد هذه النتائج التي لا تقبل الجدل فلغة الأرقام هي لغة يقينية وثابتة ، وبعدما رأيناه من إعجاز لغوي وتاريخي ورقمي نطرح سؤالاً على كل من لم يؤمن بهذا القرآن :

كيف جاء هذا النظام المُحْكَم ؟ هل كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم متفرغاً للحسابات والأرقام ؟ وهل كان أصحابه رضوان الله عليهم عندما جمعوا القرآن ورتَّبوه بالشكل الذي نراه وبالشكل الذي ارتضاه الله لكتابه ، هل كانوا علماء في الرياضيات والأنظمة الرقمية ؟

من خطاب نوح لقومه

لقد استكبر قوم نوح عليه السلام عن الإيمان وطلبوا منه أن يطرد المؤمنين فقال لهم : ?وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ? [هود: 11/29] .

وفي موضع آخر ورد هذا الرد على لسان نوح عليه السلام فقال لقومه : ?وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ? [الشعراء : 26/114] .

إذن كلمة ?طارِد? تكررت مرتين في القرآن كله ودائما ترد هذه الكلمة على لسان نوح عليه السلام ، وجاءت أرقام السورتين : هود 11 ، الشعراء 26 لتشكل عدداً هو 2611 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :

2611 = 7 × 373

1162 = 7 × 166

ومجموع الناتجين 373 و 66 يعطي عدداً من مضاعفات السبعة لمرتين :

373+ 66 = 539 = 7 × 7 × 11

ولكن الله تعالى ينجي رسله الذين آمنوا ، فقد تكررت كلمة ?أنجيناه? في حق ثلاثة من رسل الله : نوح ـ هود ـ لوط عليهم السلام في المواضع التالية :

1 ـ ?فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ? [الأعراف : 7/64] .

2 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ? [الأعراف : 7/72] .

3 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ? [الأعراف : 7/83].

4 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ? [الشعراء : 26/119] .

5 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ? [النمل : 27/57].

6 ـ ?فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ? [العنكبوت : 29/15] .

إذن كلمة ?فأنجيناه? تكررت ست مرات والقصة دائماً مع رسل الله عليهم السلام لأن الكافر لا يستحق أبداً النجاة, بل مصيره إلى الهلاك .

لقد جاءت أرقام السور الأربعة :

الأعراف الشعراء النمل العنكبوت

7 26 27 29

لتشكل عدداً هو : 2927267 من مضاعفات السبعة :

2927267 = 7 × 418181

لاحظ بأن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور 2927267 مؤلف من سبع مراتب ! ومجموع أرقامه المفردة السبعة هو عدد من مضاعفات السبعة :

7+ 6+ 2+ 7+ 2+ 9+ 2 = 35 = 7 × 5

من قصة يونس عليه السلام

وردت كلمة ?مَتَّعْنَاهُمْ? في قصة يونس عليه السلام مع قومه مرتين في القرآن الكريم :

1ـ ?فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ? [يونس : 10/98] .

2 ـ ?فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ? [الصافات : 37/148] .

إن هذه الكلمة تكررت في قصة سيدنا يونس عليه السلام في السورتين : يونس 10 والصافات 37 ، وجاءت أرقام السورتين 3710 من مضاعفات السبعة :

3710 = 7 × 530

ولكن هنالك موطن آخر وردت كلمة ?متعناهم? فيه وهو قوله تعالى : ?أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ? [الشعراء 26/205] ، والعجيب أننا إذا ضممنا هذه الكلمة إلى الكلمتين السابقتين يبقى النظام قائماً على الرغم من تداخل الأرقام ، لنشاهد ذلك :

يونس الشعراء الصافات

10 26 37

إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاث هو : 372610 من مضاعفات السبعة :

372610 = 7 × 53230

إن هذه النتيجة تثبت أنه لا مصادفة في كتاب الله ، فلو كان الأمر يتم عن طريق المصادفة لما رأينا هذه التناسبات الغزيرة مع الرقم سبعة .

كلام الملائكة

في قصة سيدنا لوط عليه السلام عندما طغى قومه وارتكبوا الفواحش بأنواعها أرسل الله إليهم ملائكة العذاب ، وقبل ذهابهم إلى قوم لوط عليهم السلام مروا على سيدنا إبراهيم ليبشروه بالغلام . وقد سألهم سيدنا إبراهيم عليه السلام عن سر مجيئهم فقالوا : ?فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ? [هود : 11/70] .

وفي موضع آخر نجد القصة تتكرر ويتكرر جوابهم : ?قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ? [الحجر : 15/58] ، ثم يتكرر هذا الجواب مرة ثالثة في سياق قصة ثالثة فيقولون : ?قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ? [الذاريات: 51/32] .

إذن الموقف يتكرر في كتاب الله ثلاث مرات في ثلاث سور وتتكرر الكلمة ذاتها ?أُرْسِلْنا? على لسان الملائكة ، إن هذه الكلمة خاصة بهذا الموقف بالذات لم ترِد في القرآن كله إلا في هذه المواضع الثلاثة فقط ودائماً على لسان ملائكة الله عليهم السلام في جوابهم لسيدنا إبراهيم عليه السلام ، والعجيب أن الله تعالى قد رتب أرقام السور الثلاث حيث وردت هذه الكلمة في السور ذوات الترتيب :

هود الحجر الذاريات

11 15 51

لتشكل عدداً هو511511 من مضاعفات الرقم سبعة وبالاتجاهين :

511511 = 7 × 7 × 10439

115115 = 7 × 16445

كما أن مجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :

1+ 1+ 5+ 1+ 1+ 5 = 14 = 7 × 2

من قصة السَّحَرة

نعلم كيف جاء السحرة إلى فرعون وأرادوا أن يبطلوا معجزة سيدنا موسى عليه السلام ، ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين ، فجعلتهم المعجزة يسجدون لله تعالى وينقلبوا من الكفر إلى الإيمان بفضل من الله عز وجل .

وإذا تأملنا في كتاب الله تعالى نجد أن كلمة ?السَّحَرة? تكررت في القرآن كله 8 مرات في 4 سور كما يلي :

1 ـ ?وَجَاء السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالْواْ إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ? [الأعراف : 7/113] .

2 ـ ?وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ? [الأعراف : 7/120] .

3 ـ ?فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ? [يونس : 10/80] .

4 ـ ?فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى? [طـه : 20/70] .

5 ـ ?فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ? [الشعراء : 26/38] .

6 ـ ?لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ? [الشعراء :26/40] .

7 ـ ?فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ? [الشعراء : 26/41] .

8 ـ ?فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ? [الشعراء : 26/46] .

لنكتب أرقام السور الأربعة حسب تسلسلها في كتاب الله تعالى :

الأعراف يونس طه الشعراء

7 10 20 26

إن العدد الذي يمثل أرقام هذه السور هو 2620107 يتألف من سبع مراتب وهو من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :

2620107 = 7 × 374301

7010262 = 7 × 1001466

كما أننا لو جمعنا أرقام هذه السور جمعاً عادياً نحصل على عدد من مضاعفات السبعة :

7 + 10 + 20 + 26 = 63 = 7 × 9

من قصة المسيح عليه السلام

لقد أعطى الله تعالى لرسوله وعبده ونبيه عيسى ابن مريم عليه السلام معجزات كثيرة أكرمه بها لتكون دليلاً على صدق رسالته في ذلك الزمان .

واليوم مع أننا لا نرى معجزات المسيح عليه السلام ، إلا أننا نستطيع رؤية المعجزة الرقمية لتكرار قصة هذا الرسول الكريم في القرآن الكريم . فمن أحب أن يعرف حقيقة المسيح عليه السلام فعليه أن يقرأ القرآن !

ومن معجزات هذا النبي أنه كلم الناس وهو طفل في المهد ، وهذه معجزة من معجزات المسيح عليه السلام تحدث عنها القرآن . فقد وردت كلمة ?المهد? في القرآن كله ثلاث مرات في ثلاث سور هي :

1 ـ ?وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ? [آل عمران : 3/46] .

2ـ ?إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي ? [المائدة : 5/110] .

3 ـ ?فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً? [مريم : 19/29] .

ولو قمنا بصفِّ أرقام السور الثلاثة :

آل عمران المائدة مريم

3 5 19

نجد العدد 1953 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :

1953 = 7 × 279

3591 = 7 × 513

وهنا تجدر الملاحظة بأننـا أمام ثلاث سور وهي : آل عمران ـ المائدة ـ مريم ، ومع أن سـورة مـريم نزلت قبل سورتي آل عمران والمائدة إلا أن تسلسلها في ترتيب سور القرآن جاء بعد هاتين السورتين ، لأن هذا الترتيب ضروري للنظام الرقمي ، ولو تغير هذا الترتيب لاختل هذا النظام المُحْكَم !

إذن يمكن القول بأن هذا الترتيب الذي نراه لسور كتاب الله تعالى ، مع أنه تم على أيدي الصحابة رضوان الله عليهم إلا أن الله تعالى هو الذي تولى ترتيب هذه السور بالشكل الذي ارتضاه . ولو كان ترتيب سور القرآن من صنع بشر لما رأينا هذا البناء المُحْكَم أبداً .

ولكي نزداد يقيناً بمصداقية هذا النظام العجيب وأنه صادر من لدن حكيم خبير . نأتي إلى صفة مهمة أيَّد الله بها المسيح عليه السلام وهي ?روح القُدُس? فقال : ?وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ? [البقرة : 2/87].

ويتكرر هذا التصريح الإلهي بحرفيته في آية ثانية : ?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ? [البقرة 2/253] .

ثم يؤكد الله تعالى هذه الحقيقة مرة ثالثة بقوله في خطابه للمسيح عليه السلام : ?إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ? [المائدة : 5/110] .

هذه آيات ثلاث خاصة بسيدنا المسيح عليه السلام ، ولكن إذا بحثنا عن ?روح القُدُس? في القرآن كله نجد أن هذه الكلمة قد وردت في موضع آخر في الحديث عن المؤمنين وأن الله تعالى قد نزل القرآن بواسطة روح القدس على قلب الحبيب المصطفى ، يقول تعالى : ?قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل : 16/102] .

إذن كما أيد الله نبيه عيسى عليه السلام بروح القدس كذلك أيَّد نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بروح القدس ، وجاءت أرقام السور الثلاثة كما يلي :

البقرة المائدة النحل

2 5 16

إن العدد 1652 من مضاعفات السبعة ومجموع أرقامه كذلك :

1652 = 7 × 236

2 + 5 + 6 + 1 = 14 = 7 × 2

في سياق قصة المسيح عليه السلام تكررت كلمة ?الحواريون? ثلاث مرات في الآيات :

1 ـ ?فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ? [آل عمران : 3/52] .

2 ـ ?إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ? [المائدة : 5/112] .

3 ـ ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ? [الصف : 61/14] .
أرقام السور الثلاث هي :
آل عمران المائدة الصف
3 5 61
هذه الأرقام تشكل عدداً هو 6153 من مضاعفات السبعة :
6153 = 7 × 879
خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم
القرآن العظيم يكرر الخطاب للمصطفى محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام ، وفي العديد من مواضع القرآن نجد الأوامر الإلهية تصدر لحبيب الرحمن والعجيب أن تكرار هذه الأوامر بحرفيتها في القرآن قد جاء بنظام يقوم على الرقم سبعة أيضاً .
فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الرؤوف بالمؤمنين الرحيم بهم كان يحزن على هؤلاء المشركين ويتمنى لو يؤمنوا بالله تعالى ورسالته ، لذلك جاء الأمر الإلهي بالخطاب لهذا النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام : ?فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً? [الكهف : 18/6] ، هذا الخطاب ورد في مقدمة سورة الكهف .
وإذا ذهبنا إلى مقدمة سورة الشعراء رأينا العبارة تتكرر من خلال قوله تعالى لحبيبه صلى الله عليه وسلم : ?لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ? [الشعراء : 26/3] .
إذن كلمة ?باخِع? لم ترد في القرآن كله إلا في موضعين والخطاب في كلا الموضعين للرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد جاءت أرقام هاتين السورتين : الكهف 18 ، الشعراء 26 لتشكل عدداً 2618 من مضاعفات السبعة بالاتجاهين :
2618 = 7 × 374
8162 = 7 × 1166
ولو قمنا بجمع ناتجي القسمة لوجدنا عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً :
374 + 1166 = 1540 = 7 × 220
حتى عندما مكر المشركون برسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ربه سبحانه ألا يكون في ضيق من هذا المكر لأن معه الله تعالى ، فقال له : ?وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ? [النحل : 16/127] .
ثم في آية ثانية أكَّد الله تعالى هذا الأمر بقوله لحبيبه : ?وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ? [النمل : 27/70] .
وهنا نجد أن أرقام السورتين :
النحل النمل
16 27
وعند صفّ الأرقام يتشكل عدد من مضاعفات السبعة :
2716 = 7 × 388
الأوامر تتكرر بنظام
كل شيء في هذا الكتاب العظيم يسير بنظام مُحْكَم ، حتى الأوامر الإلهية لعباد الله جاء ترتيبها بنظام يقوم على الرقم سبعة . وكمثال على ذلك نختار الأمر الإلهي ?لاَ تَقْرَبُواْ? حيث يحذر الله تعالى عباده من خطورة الاقتراب مما حرم الله على عباده . هذا الأمر تكرر في القرآن خمس مرات في الآيات الآتية :
1 ـ ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً? [النساء : 4/43] .
2 ـ ?قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ? [الأنعام : 6/151] .
3 ـ ?وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ? [الأنعام: 6/152] .
4 ـ ?وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً? [الإسراء : 17/32] .
5 ـ ?وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً? [الإسراء : 17/34] .
إذن تكرر هذا الأمر الإلهي خمس مرات في 3 سور هي :
النساء الأنعام الإسراء
4 6 17
وقد جاءت أرقام هذه السور بنظام يقوم على الرقم سبعة ، فالعدد الذين يمثل مصفوف أرقام هذه السور هو 1764 من مضاعفات السبعة لمرتين
1764 = 7 × 7 × 36
هذا النظام الدقيق يشمل آلاف الكلمات القرآنية والعبارات التي تتكرر دائماً بما يتناسب مع الرقم سبعة .
تجدر الإشارة إلى أن كلمة ?تَقْرَبُوا? وردت دائماً مسبوقة بـ ?لا? أي ?لا تَقْرَبُوا? لله تعالى على خطورة مجرد الاقتراب من الفواحش على اختلاف أنواعها .
ولو تتبعنا كل كلمة من كلمات القرآن ودرسنا دلالتها من الناحية الغوية ومن الناحية الرقمية لرأينا نظاماً بديعاً لهذه الكلمات . ولو كان البحث يتسع لسردنا آلاف الكلمات ، ولا نبالغ إذا قلنا : في كل كلمة معجزة !
نتائج البحث
في هذا البحث رأينا النظام الرقمي المُحْكَم لسور القرآن من خلال أمثلة من القصص القرآني . ولا يزال هنالك الكثير من كلمات القرآن تنتظر من يبحث ويتدبر فيها ليرى عجائب القرآن التي لا تنقضي ، ولكن يبقى السؤال : ماذا بعد ؟ ماذا تعني هذه النتائج وما هو مستقبل هذا العلم الناشئ ـ الإعجاز الرقمي ـ وماذا يمكن للغة الأرقام أن تصنع ؟
إنني على يقين بأننا لو درسنا هذا القرآن حقَّ الدراسة ، وأظهرنا للعالم أجمع عظم شأنه ومعجزته فإن نظرة غير المسلمين لهذا القرآن سوف تختلف كثيراً ، بل سيعيدون حساباتهم ليدركوا أن الإسلام هو دين العلم والرحمة والتسامح وهو دين العقل والمنطق .
إن لغة الأرقام هي لغة عالمية يفهمها جميع البشر ، ووجود هذه اللغة في القرآن يعني أنه كتاب لجميع البشر . ومنذ آلاف السنين جاء الأنبياء جميعاً بآيات ومعجزات واضحة لتدعم دعوتهم إلى الله وليقيموا الحجة على أقوامهم لتكون المعجزة سبيلاً وطريقاً إلى الهدى والإيمان بالله .
واليوم تأتي معجزة القرآن العظيم لتبرهن على أنه كتاب صالح لكل زمان ومكان ، ففي عصر البلاغة نجد معجزة بلاغية ، وفي عصر العلوم نجد معجزة علمية ، وفي عصر التكنولوجيا الرقمية نجد معجزة رقمية !
لقد تبين لي من خلال البحث المستمر في هذه المعجزة أن كلمات القرآن العظيم تتكرر بأنظمة رقمية متعددة, وفي بحثنا هذا اقتصرنا على كلمات تتعلّق بالقصة القرآنية, وتناسب هذا التكرار مع الرقم سبعة .
إلا أن هنالك أرقاماً أخرى غير الرقم سبعة, وهنالك طرائق أخرى تتعلق بحروف هذه الكلمات ونسب تكرارها في كتاب الله تعالى .
إن البارئ سبحانه وتعالى قد رتب جميع كلمات كتابه بنظام مُحكَم, ولكن قد لا نتمكَّن من رؤية هذا النظام في كلمة ما , فلا يعني أن هذا النظام غير موجود, بل على العكس كلما تعمّقنا وتدبّرنا في كلمات القرآن رأينا إعجازاً أكبر وأكبر . . .
ومن النتائج التي رأيناها في هذا البحث العلمي القرآني أن إعجاز التكرار في كتاب الله تعالى لا يقتصر على لغة الأرقام ، بل إن هذا الإعجاز مترافق بإعجاز بياني وتاريخي .
فالقصة تأتي في سور متعددة وبترتيب يتوافق مع الترتيب التاريخي لأحداث هذه القصة . ويمكن أن نتذكر بأن كل كلمة من كلمات القرآن تتكرر في القرآن كله بنظام بلاغي وآخر رقمي ، وبالرغم من تعدد الأنظمة القرآنية فلا نجد أي خلل أو اختلاف أو اضطراب .
وهنا ينبغي علينا أن نتذكر ونتدبر هذه الدعوة الإلهية : ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً? [النساء : 4/82] .
وفي هذا البحث أيضاً رد على كل ملحد يدّعي أن القرآن مليء بالتكرارات التي لا فائدة منها ، أو أن محمداً عله أفضل الصلاة والسلام كان ينسى القصة فيكررها دون أن يعلم !!!
وأخيراً فإن هذا البحث يكشف جانباً جديداً من جوانب الإعجاز القصصي ، وهو أن الكلمة في القرآن تُستعمل من أول القرآن وحتى آخر القرآن في الحدث ذاته ، أو بتسلسل زمني أو عقائدي محدد ، ونأمل من خلال هذا البحث أن نكون قد وضعنا الخطوط العريضة لعلم الإعجاز القصصي في كتاب الله تعالى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://aslmk.asiafreeforum.com
 
أسرار القصة القرآنية تكرار أم إعجاز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة كتاب الكتروني رائع
» إعجاز حروف القرآن والرقم سبعة
» إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
» من أسرار العبادات الطبية
» إعجاز سور القرآن النظام المُحكَم لترتيب سور القرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بستان العارفين :: المنتديات الاسلاميه :: ركن الاعجاز العلمى :: الإعـجـاز الـرقمي-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» المصحف الإلكتروني
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:15 am من طرف ebrehim

» الحذيفى
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:01 am من طرف ebrehim

» يحي حوى
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالسبت ديسمبر 29, 2018 8:00 am من طرف ebrehim

» يا رسول الله هلكت
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:05 pm من طرف ebrehim

» رأيت بياض خلخالها
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:04 pm من طرف ebrehim

» أرم فداك أبي وأمي
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» ثلاث من كن فيه فهو منافق
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:02 pm من طرف ebrehim

» آمنت بالله وكذبت البصر
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:01 pm من طرف ebrehim

» إبليس يضع التراب على رأسه
أسرار القصة القرآنية  تكرار أم إعجاز   Emptyالإثنين نوفمبر 19, 2018 10:00 pm من طرف ebrehim

المواضيع الأكثر نشاطاً
المصالـح اليهودية
إعجاز آيات القرآن الترتيب المُحكم لأ رقام الآيات
أعداد الجماعات اليهودية وتوزُّعها في العالم حتى الوقت الحاضر
أساليب المشركين في محاربة الدعوة
نحن على ابواب شهر محرم فاكثروا فيه الصيام
[دعاء مؤثر] ياصاحبي فـي شدتي
ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها
صور متحركه
شروط لا إله إلا الله
برنامج افاست avast.AV.Pro.5.1.889+الكراك مدى الحياة الخميس ديسمبر 01, 2011 2:27 am

شريط الإعلانات ||

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ____________(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) ..........منتديات الكوثر العالميه
الساعة الأن بتوقيت القاهره)
جميع الحقوق محفوظة لـمنتديات بستان العارفين
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://orchard.yoo7.com
حقوق الطبع والنشر©2011 - 2010

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 0 وننتظر المزيد